الأحد، 9 ديسمبر 2018

النسطورية ومدارسها القديمة والحديثة ج1

النسطورية ومدارسها القديمة والحديثة ج1
اولا:

مدرسة انطاكية ومنشاة النسطورية
كان نسطوريوس رجلا تربى على التقليد الخريستولوجى الانطاكى الذى يركز على خريستولوجى لوغوس بروسبون الكلمة – انسان ص31 مجمع خلقيدونية اعادة فحص الاب ف سى صموئيل طبعة 2006
بينما العقيدة الاسكندرية قائمة على لوغوس ساركس الكلمة الجسد ص33 مجمع خقليدونية اعادة فحص
مدرسة الاسكندرية ومدرسة انطاكية
يقول الانبا غريغوريوس
لاشك ان هناك عوامل ثانوية الاهمية الى جانب العوامل الاساسية فى الخلافات العقيدية الايمانية ليكون لها اثر فى تعقيد العلاقات واساءتها بين الاطراف المتنازعة ... ثم الاختلافات فى الاتجاهات الفكرية الثابته بين رجال من مدارس فكرية مختلفة ... ومن ذلك ان الطابع العام الذى يميز الاتجاء الفكرى فى الاسكندرية ومدرستها هو النظرة الصوفيه بينما ان اتجاه مدرسة انطاكية واتباعها كان اتجاها عقليا ومنطقيا ففى مسالة طبيعة السيد المسيح كان تفكير لاهوتيى مدرسة الاسكندرية متركزا بالاكثر فى لاهوت المسيح مع توكيد حقيقة الاتحاد بين لاهوت المسيح وناسوته اتحادا تاما وقد عرفوا هذا الاتحاد بانه اتحاد سرى ولا يمكن ادراكه بينما كان تفكير لاهوتى مدرسة انطاكية على اساس العكس متركزا بالاكثر فى ناسوت المسيح اولا فقد اهتموا كل الاهتمام بابراز كمال ناسوت المسيح وفى هذا السبيل مالوا الى الفصل بين طبيعتين فى السيد المسيح ..فكيرلس عمود الدين كان يقول عن المسيح انه كائن مركب من اله والانسان ومع ذلك فهو اقنوم واحد بل وطبيعة واحدة وعلى العكس من ذلك نسطور كان يمثل اتجاه مدرسة انطاكية فكان يرى فى المسيح انسانا حمل طبيعة الهية او هو اللوغوس مقترنا بطبيعة انسانية بعبارة اخرى هو اقنومان وطبيعتان ص 174 اللاهوت المقارن
ويقول الانبا بيشوى
"كان هناك شخص ما اسمه ثيئودور وقبله ديودور، الأخير أسقف طرسوس والأول أسقف موبسويستيا، هذان كانا أبوى تجديف نسطور. ففى الكتب التى ألّفاها، تكلما بجنون شديد ضد المسيح مخلصنا جميعاً، لأنهما لم يفهما سره، وأراد نسطور أن يُدخل تعاليمهما فى وسطنا ولذلك عزله الله.
ومع ذلك فبينما حرم بعض أساقفة الشرق تعاليمه، إلا إنهم بطريقة أخرى يدخلون الآن هذه التعاليم نفسها أيضاً حينما يبدون إعجابهم بتعاليم ثيئودور ويقولون أنه كان يفكر تفكيراً صحيحاً يتفق مع آبائنا، أعنى أثناسيوس وغريغوريوس وباسيليوس. ولكنهم يكذبون ضد الرجال القديسين. فكل ما كتبه هؤلاء (القديسون) هو على عكس آراء ثيئودور ونسطور الشرير
مجمع خلقيدونية http://metropolitan-bishoy.org/arabic/christology.htm
1-ديودور الطرسوسى :
إدّعى ديودور أن اللاهوت سوف ينتقص إذا كوّن الكلمة والجسد اتحاداً جوهرياً substantial (أو أقنومياً) مشابهاً لذلك الذى ينتج عن اتحاد الجسد والنفس (العاقلة) فى الإنسان.
فى رد فعله على ذلك (أى على فكرة تكوين الكلمة والجسد إتحاداً جوهرياً) قادته نظريته الخاصة إلى الفصل بين اللاهوت والناسوت، وهذا أوصله إلى التمييز بين ابن الله وابن داود. وقال أن الكتب المقدسة تضع حداً فاصلاً بين أفعال الابنين... فلماذا يحصل من يجدفون على ابن الإنسان على الغفران، بينما من يجدفون على الروح (الروح القدس) لا يحصلون على الغفران؟
2-ثيئودور الموبسويستى
أراد ثيئودور الموبسويستى أن يؤكد الإنسانية الكاملة للمسيح، واعتبر أن الإنسانية الكاملة لا تتحقق إلا إذا كان المسيح شخصاً إنسانياً لأنه اعتقد أنه لا وجود كاملاً بلا شخصية. وبهذا لم يكتفِ بتأكيد وجود طبيعة إنسانية كاملة للسيد المسيح، ولكنه تمادى إلى تأكيد اتخاذ الله الكلمة لإنسان تام يستخدمه كأداة لخلاص البشرية واعتبر أن الله الكلمة قد سكن فى هذا الإنسان بالإرادة الصالحة، وأنه قد اتحد به اتحاداً خارجياً فقط. واستخدم عبارة اتصال conjoining (سينافيا) بدلاً من كلمة اتحاد union (إينوسيس). وبهذا فقد جعل فى المسيح شخصين أحدهما إلهى والآخر إنسانى وقد كونا معاً شخصاً واحداً هو شخص الإتحاد (اتحاد خارجى) مشبهاً إياه بإتحاد الرجل بالمرأة.
قال المؤرخ هيفلى C.J. Hefele: [ثيئودور فى خطئه الجوهرى .. لم يحفظ فقط وجود طبيعتين فى المسيح، إنما شخصين أيضاً، وهو نفسه قال ليس هناك كيان subsistence يمكن أن يظن أنه كامل بدون شخصية. لكن كما أنه لم يتجاهل حقيقة أن ضمير الكنيسة قد رفض هذا الازدواج فى شخصية المسيح، إلا أنه سعى إلى التخلص من الصعوبة وكرر القول صريحاً : "إن الطبيعتين اللتين اتحدتا معاً كونتا شخصاً واحداً فقط، كما أن الرجل والمرأة هما جسد واحد... فإذا أمعنا الفكر فى الطبيعتين فى تمايزهما يجب علينا أن نعرف طبيعة الكلمة على أنه كامل وتام، وكذلك شخصه. وأيضاً طبيعة وشخص الإنسان على أنها كاملة وتامة. وإذا -من ناحية أخرى- نظرنا إلى الاتصال (سينافيا) نقول أنه شخص واحد". إن نفس صورة الوحدة بين الرجل وزوجته تبيِّن أن ثيئودور لم يفترض اتحاداً حقيقياً لطبيعتين فى المسيح، ولكن تصوره كان لصلة خارجية بين الاثنين. علاوة على ذلك فإن التعبير "إتصال" conjoining (سينافيا) الذى يختاره هنا بدلاً من كلمة "اتحاد" union (إينوسيس)... مشتق من (سينابتو) (الراقصين الممسكين بأيدى بعضهم البعض - أى يصل بعضهم بالبعض الآخر) تعبر فقط عن ارتباط خارجى، وتوطد معاً. لذلك فهو مرفوض بوضوح .. بواسطة علماء الكنيسة
خلفية عقائدية http://metropolitan-bishoy.org/arabic/books.htm
ومن جانبه قال نيافة الانبا غريغوريوس.
يمكن ان يقال ان الذى انشا تقاليد المدرسة الانطاكية وثبتها هو ديودوروس الطرسوسى توفى 394 وتلميذه.. ثيودورس وهو بدوره استاذ نسطور وربما هو المؤسس الحقيقى للمذهب النسطورى....وهكذا يشرح ثيودوروس العلاقة بين اللاهوت والناسوت فى المسيح ويتلخص مذهبه فى هذه النقطة كما يعرضه فى تفاسيره لرسائل القديس بولس فى العبارات الاتية :
الكلمة الذى لا يرى ابن الله الوحيد اظهر نفسه فى يسوع الناصرى ساكنا فى الانسان ...وعلى ذلك فالانسان المسيح هو الصورة المنظورة للاهوت غير منظور وهو ايضا بسبب اتحاده ( الاخلاقى او السكنى كما سوف يفسره بعد اسطور قليلة) بابن الله الحقيقى له امتيازات البنوة الوحيدة حتى انه يختص به ايضا لقب ابن الله ولكن اذا سئلنا باى معنى سكن الله فى الانسان ينبغى ان نجيب بان ذلك قد تم بناء على اتجاه خاص نحوه من اتجاه المسرة الكاملة ان الله يملا الكون بطبيعته غير المحدودة وجوهره غير المحصور بل هو الكل فى الكل وهو فى المسيح يسكن فى اقنوم الكلمة وذلك باتحاد اخلاقى كامل لا نظير له ....وعلى ذلك فالانسان الذى اصبح مسكنا لله الكلمة قبل عند عماده سكنا اخر هو سكن الله الروح القدس الذى بقوته صنع المعجزات وبلغ الى الكمال الاخلاقى وتمم كل ماكان ضروريا لخلاص النوع البشرى ....
وكان يقول انه مما لا يليق على الاطلاق ان نتكلم عن امتزاج الطبيعتين لان كل منهما تحتفظ بخصائصها من غير انفكاك فالاتحاد هو التعبير الدقيق الذى يعبر عن اجتماع الطبيعتين معا لتكونا اقنوما واحدا ...( هنا يفسر مفهومه للاتحاد الاقنومى ) كما قال الرب فى حالة الرجل والمراة ليس هما بعد جسد واحد ولا شك ان الطبيعتين متميزتان ( هنا خلط بين الاشخاص والطبائع )..لانه كما فى حالة الزواج كونه قد قيل عنهما جسد واحد لا يمنع انهما اثنان بالعدد ( فيسال نيافة الانبا غريغوريوس فواضح انهما واحد باى معنى ) هكذا فى الحالة التى نحن بصددها وحدة الاقنوم لا تمنع اختلاف الطبيعتين.
ومن جمله تعاليمه قول ثيودوروس واحد هو الاله الكلمة واخر هو المسيح الذى يتاثر بالاهواء النفسية والشهوات البدنية ثم انفصل عن الاشرار شيئا فشيئا وبعد ان تبرر باعماله وصار بلا لوم اعتمد كانسان محض باسم الاب والابن والروح القدس فاقتبل فى عماده نعمة الروح القدس واستحق موهبة البذرة فيسجد له بمساواة الصورة الملكية فى شخص الاله الكلمة وبعد قيامته سار كاملا لا يخطئ.
وفى تفسيره للرسائل البولسية يقارن المسيح بافلاطون ومانى وابيقورس ومرقيون ويقول فكما ان كلا من اؤلئك حين اعلن مبداه جعل اتباعه يسمون باسمه افلاطونيين ومانويين وابيقوريين ومرقيونيين كذلك المسيح حين اعلن عقيدته دعى اتباعه مسيحين ص174-179 موسوعة اللاهوت المقارن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق