5- تالية الانسان
يقول البابا كيرلس عمود الدين .
فنحن نعترف بمسيح واحد ورب ليس اننا نعبد انسانا مع الكلمة حتى لا يظهر ان هناك انقساما ياستعمال لفظة مع ولكننا نعبد واحد هو نفسه الرب حيث ان جسده لا يخص غير الكلمة الذى باتحاده به يجلس عن يمين ابيه ليس كابنين يجلسان مع الاب بل كابن واحد متحد مع جسده الخاص ص15 الرسالة 4 رسائل القديس كيرلس الى نسطور ويوحنا الانطاكى ج1 طبعة 1988
..ولسنا نقول ان كلمة الله حل فى ذلك المولود من العذراء القديسة كما فى انسان عادى لكى لا يفهم ان المسيح هو انسان يحمل الله ....لذلك اذن نحن ندرك انه اذ صار جسدا فلا يقال عن حلوله انه مثل الحلول فى القديسين ولا نحدد هذا الحلول فيه انه يتساوى وبنفس الطريقة كالحلول فى القديسين ولكن الكلمة اذ اتحد حسب الطبيعة ولم يتغير الى جسد فانه حقق حلولا مثلما يقال عن حلول نفس الانسان فى جسدها الخاص وذلك فالمسيح واحد وهو ابن ورب ليس بمعنى ان لدينا انسانا حقق مجرد اتصال مع الله كاله بواسطة اتحاد كرامة او سلطة لان المساواة فى الكرامة لا توحد الطبئع فان بطرس ويوحنا يستاويان فى الكرامة الواحد مع الاخر فكل منهما رسول وتلميذ مقدس الا ان الاثنين ليس واحد ص25 .. لان المسيح قد شكلنا مرة ثانية بالروح القدس حسب صورته واهبا جمال طبيعته لنفوس الاتقياء وبطريقة عقلية وغير موصوفة بمعنى اننا كما اعتقد نتشكل لا لنصير كالله الحقيقى لكننا ناخذ شكل يتناسب وطبيعتنا المخلوقة ص30 حوار حول الثالوث
ويعلمنا البابا كيرلس عمود الدين :ان ذلك واضح ومعترف به من الجميع ان خصائص اللاهوت لا يمكن للطبيعة المخلوقة ان تنالها ابدا وان الصفات الخاصة بالالوهية بالطبيعة لا يمكن ان توجد فى اى شئ عداها بشكل مساو ودقيق فمثلا عدم التغيير فى الله بالطبيعة لكنه ليس فينا بهذا الشكل على الاطلاق ...لكن ان كان من الممكن انه وفقا لهم فان الخاصيات الالهية قد تكون فى اى فرد ليس هو من الطبيعة الالهية جوهريا ... فماذ ينتج عن ذلك ؟ خلط مابعده خلط الن ينحدر الاسمى الى اسفل ويرتفع الادنى الى اعلى مكان ؟ وما الذى يمنع اذن حتى الله العلى العظيم من ان ينحدر الى مستوانا ...و ان نكون نحن مرة اخرى الهه مثل الآب حيث لايعود هناك فرق بيننا وبينه .. لصار كثيرون بالتاكيد الهة ..لكن مقاوم الله يرى يقينا وبالتاكيد مدى عظم الاختراعات الغريبة الكثيرة التى تراكمت فوقنا ويهتف ضد الجهل الذى فيه-- سيبقى اللاهوت اذن فى طبيعته الذاتية وسيشارك المخلوق فيه بواسطة العلاقة الروحية لكنه ابدا لن يرتق الى الكرامة التى تخص الله دون غيره لكن اذ قد رتبنا مناقشتنا هكذا سنجد ان عدم التغيير يوجد جوهريا فى الابن فهو اذن الله بالطبيعة وبالضرورة هو من الآب والا يكون ذلك الذى ليس منه بالطبيعة ( اى الانسان ) قد بلغ درجة من اللاهوت مساوية فى الكرامة ( اى ان تميز الابن بالكرامة لاهوتيا حسب الطبيعة داله على عدم اقترانه بالبشر فى كرامة مساوية وداله على عدم مساواة البشر بهذه الكرامة الجوهرية بالطبيعة الالهية ) 74-75 شرح انجيل يوحنا ج3
ويقول البابا اثناسيوس الرسولى
وان كان الامر هكذا فكيف يكون هو وحده الابن الوحيد الجنس والكلمة والحكمة ؟ ... فكثيرون جدا صاروا شهداء ومن قبلهم الرسل والانبياء وقبلهم ايضا البطاركة وكثيرون ايضا الان يحفظون وصية المخلص ...ولكن ولا واحد من هؤلاء هو الكلمة او الحكمة ..ولم يتجرا اى احد منهم ان يقول انا والاب واحد يو30:10 او انا فى الآب والآب فى يو 10:14 بل قد قيل عنهم جميع من مثلك بين الالهه ياربى مز8:85 ومن يشبه رب بين ابناء الله مز6:89 ولكن قيل عن الابن وحده انه الصورة الحقيقية والطبيعية للآب ورغم اننا قد خلقنا حسب الصورة ودعينا صورة الله ومجده فذلك ليس من ذواتنا ص 27-28 ص الاريوسيين ج3
ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فى وانا فيك يو20:17-23 وبعد ذلك فهؤلاء الرجال الخادعون كانهم قد وجدوا حجة يستندون عليها يضيفون ويقولون ان كنا نصير نحن واحد مع الآب هكذا ايضا يكون الابن واحدا مع الآب ...وهذا طلب اما ان نكون نحن ايضا من ذات جوهر الآب او ان يكون (الابن ) هو غريب عن هذا الجوهر مثلما نحن غرباء عنه هكذا يثرثر هؤلاء الناس ولكنى لا ارى فى كلامهم الباطل سوى وقاحة غير معقولة وجنون شيطانى حيث انهم يقولون مثله نصعد الى السموات ونصير مثل العلى لان ما يعطى للانسان بالنعمة هذا يجعلونه مساويا لالوهية المعطى...ومع ذلك رغم ان هذه الآيات لا تحتاج الى توضيح اذ ان معناها واضح جدا فى ايماننا المستقيم فاننا لكى نوضح ضلالهم هذا ايضا فى فهم هذه الآيات وعدم ارثوذوكسيتهم سوف نشرحها بعد قليل ..وبحسب ما استلمناه من الاباء لقد اعتاد الكتاب الالهى ان يستخدم امور الطبيعة كصور وايضاحات لاجل البشر ويفعل هذا لكى يشرح الافعال الاختيارية للبشر من هذه الامور الطبيعية .. ففى حالة ما هو شرير مثلا يامر قائلا لا تكونوا كفرس او بغل بلا فهم مز9:32 ..والمخلص لكى يكشف هيرودس قال قولوا لهذا الثعلب مت 32:13مت 16:10 ...وهو قال هذا لا لكى نصير بالطبيعة حيوانات او حيات او حمام لانه هو نفسه لم يخلقنا هكذا والطبيعة نفسها لا تسمح بذلك ..وايضا فان المخلص اذ يتخذ من الامور الالهية نماذج يقدمها للانسان فانه يقول كونوا رحماء كما اباكم الذى فى السموات هو رحيم كونوا كاملين كما ان اباكم الذى فى السموات هو كامل لو36:6 مت 48:5 وهو قد قال هذا ليس بالطبع لكى نصير مثل الآب لانه مستحيل علينا نحن المخلوقين الذين قد خلقنا من عدم ان نصير مثل الآب ..هكذا نصير نحن ايضا ابناء لكن ليس مثله بالطبيعة بل بحسب نعمة ذاك الذى دعانا ورغم اننا بشر من الارض ومع ذلك نصير الهة ليس مثل الاله الحقيقى او كلمته بل كما قد سر الله الذى قد وهبنا هذه النعمة هكذا ايضا نصير رحماء مثل الله ..نوزع على الاخرين الخيرات الموهوبه لنا من الله بالنعمة ..لاننا بهذه الطريقة وحدها وليس باى طرقة اخرى نصير متشبهين به .. ونحن به نصير ابناء بالتبنى والنعمة ..فاننا عندما نصير واحدا كما ان الآب والابن هما واحد فنحن لن نصير واحدا مثلما ان الآب هو فى الابن بالطبيعة ..بل بحسب ما يتفق مع طبيعتنا الخاصة ..بل قال كما نحن والان هو الذى يقول كما لا يقصد ان يتحدث عن وحدة الطبيعة بل يتحدث عن صورة ومثال لما ينبغى يكونوا عليه ص41-46ضد الاريوسيين ج3
ويقول العظيم اثناسيوس الرسولى :حين يذكر عبارة ان يصيروا يقول ان هؤلاء ابناء ليس حسب الطبيعية بل بحسب التبنى ..فهذه هى محبة الله للبشر انه بالنسبة لاولئك الذين صنعهم فقد صار لهم ابا ايضا بعد ذلك بحسب النعمة...لانه لم يكن فى امكانهم حيث انهم مخلوقات بالطبيعة ان يصيروا ابناء باية طريقة اخرى ...اذن فان الآب هو خاص بالابن وليس بالخليقة كما ان الابن خاص بالآب ويتضح من هذا اننا لسنا ابناء بالطبيعة اما الذى جاء وسطنا فهو ابن بالطبيعة وايضا فان الله ليس ابانا بالطبيعة بل هو اب الكلمة الموجود فينا والذى به نصرخ ابانا ايها الآب ..لهذا فاننا نحن لم نولد اولا بل صنعنا كما هو مكتوب لنصنع انسانا وبعد ذلك بواسطة قبولنا نعمة الروح قال اننا نولد ص 94-95 ضد الاريوسيين ج2
3- حلول المسيح فى جسده يختلف عن حلوله وروحه القدوس فى المؤمنيين
يقول البابا كيرلس عمود الدين ( فانه ايضا قد قيل ان فى المسيح يحل كل ملء اللاهوت جسديا لذلك اذن نحن ندرك انه اذ صار جسدا فلا سئال عن حلوله انه مثل الحلول فى القديسين ولا نحدد هذا الحلول فيه انه يتساوى وبنفس الطريقة كالحلول فى القديسين ولكن الكلمة اذ اتحد حسب الطيبعة ولم يتغير الى جسد فانه حقق حلولا مثلما يقال عن حلول نفس الانسان فى جسدها الخاص ص24-25 رسائل القديس كيرلس ضد نسطور
ويقول معلمنا اثناسيوس الرسولى : وكما قال يوحنا فى انجيله وكل الذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله يو12:1 وكما كتب فى رسالته . بهذا نعرف انه يسكن فينا من روحه الذى اعطاه لنا 1يو24:3 ان ما يميز الصلاح الصائر منه الينا هو اننا نمجد بسبب وجود الرب العالى فينا وان النعمة قد اعطيت له لاجلنا بسبب ان الرب هو مانح النعمة قد صار انسانا مثلنا ص99 ضد الاريوسيين ج3 ( اذن حلول الروح القدس على السيد المسيح لاجلنا فاعطاه لنا لنعمة وعمل وليس حلولا اقنوميا فينا بل نعمة )
انا قد ارسلتهم الى العالم ولاجلهم اقدس انا ذاتى ليكونوا هم ايضا مقدسين فى الحق يو 18:18-19 ..لانه لم يّقدس من اخر بل هو يقدس ذاته حتى نتقدس نحن فى الحق .. اقدس لكى يتقدس الجميع فى ..فمن الواضح جدا ان نزول الروح عليه فى الاردن انما كان نزولا علينا نحن ( فى الاردن لم يتحد الروح القدس بناسوت المسيح اقنوميا اذا فانه لم يتحد بنا اقنوميا بالتالى اما حسب لطبيعية الالهية فهما والآب فى جوهر وطبيعة والوهية واحده)بسبب لسبه جسدنا وهذا لم يصر من اجل ترقية اللوغوس بل من اجل تقديسنا من جديد ..اذن فلا يكون اللوغوس باعتباره اللوغوس والحكمة هو الذى يّمسح من الروح الذى يعطيه هو ذاته بل الجسد الذى قد اتخذه هو الذى يمسح فيه ومنه وذلك لكى يصير التقديس الصائر الى الرب كانسان يصير هذا التقديس الى جميع البشرية ص 104-105 ضد الاريوسيين ج1
فلاجل هذا فنحن نمتلك نتيجة لذلك نعمة الروح اخذين اياها من ملئه يو 16:1 ص 109-110 ضد الاريوسيين ج1
وعمود الدين يغرد قائلا : كان اول من حصل على الروح رغم انه نفسه معطى الروح لكى تصل الينا بواسطته هذه الكرامة ونعمة الشركة مع الروح القدس ..ص82 شرح انجيل لوقا
لاننا بالايمان بالآب والابن والروح القدس وباعترافنا بهذا الاقرار امام شهود كثيرين فاننا نغسل كل وسخ الخطية بالحصول على الروح القدس ونصير شركاء الطبيعة الالهية وننال التبنى ص 75 شرح انجيل لوقا ج1
ثم بعد ذلك حينما نغسل من اوساخ الخطية بواسطة المعودية المقدسة واذ نتظهر لكى نخدمه بطهارة فاننا نصير ايضا شركاء طبيعته الالهية ونريحه ليسكن فى داخلنا .. ونسكن فى غبطة بالتمتع بتلك البركات التى تمنح لاؤلئك الذين يحبونه ص 201 شرح انجيل لوقا ج1
انظروا هنا ارجوكم طبيعة الانسان ممسوحة بنعمة الروح القدس فى المسيح كباكورة ومتوجة باعلى الكرامات..لذلك اذ صرنا الان فى كرامة بحق واذ نمتلك امتياز التبنى المجيد فقد صرنا شركاء الطبيعة الالهية بواسطة حصولنا على الروح القدس ص81-82 شرح انجيل لوقا ج 1( شركاء الطبيعية الالهية بالخدمة ولنوال البركات والكرامات والتبنى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق