إخوتي… هل جاء عيد الفصح وحل السرور، إذ أتى بنا الرب إلى هذا العيد مرة أخرى، لكي إذ نتغذى روحيًا –كما هي العادة- نستطيع أن نحفظ العيد كما ينبغي؟!
إذًا فلنعيد به فرحين فرحًا سماويًا مع القديسين الذين نادوا قبلاً بمثل هذا العيد، وكانوا قدوة لنا في الاهتداء بالمسيح. لأن هؤلاء ليس فقط أؤتمنوا على الكرازة بالإنجيل فحسب، وإنما حتى فحصنا الأمر نجدهم كما هو مكتوب أن قوته كانت ظاهرة بهم، لذلك كتب (الرسول) "كونوا ممتلئين بي"(1).
هذه الوصية الرسولية تنذرنا نحن جميعًا، لأن الوصايا التي أرسلها (الرسول) إلى أشخاص، إنما يأمر بها في نفس الوقت كل إنسان في كل مكان، إذ كان "معلمًا لكل الأمم في الإيمان والحق"(1).
على وجه العموم، تحثنا وصايا كل القديسين على ذلك بالقدوة، وذلك كما استعمل سليمان الأمثال قائلاً: "اسمعوا أيها البنون تأديب الرب، أصغوا لأجل معرفة بفهم، لأني أعطيتكم تعليمًا صالحًا، فلا تتركوا شريعتي. فإن كنت ابنًا لأبي غضًا ووحيدًا عند أمي" (أم 1:4). لأن الأب البار يربي أولاده تربية حسنة، إذ يجتهد في تعليم الآخرين بسيرته المستقيمة الفاضلة. حتى إذا ما حدثت مقاومة، لا يخجل من سماعه هذا القول "فأنت الذي تعلم غيرك ألست تعلم نفسك" (رو 21:2)، إنما يكون بالحري مثل خادم أمين يقدر أن يخلص نفسه ويربح الآخرين. وإذ تتضاعف النعمة المعهودة إليه يستطيع أن يسمع ذلك القول "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (مت 21:25).
لنقتد بالرب
آه يا أخوتي، ما أعجب حب المخلص المملوء ترفقًا؟!
بأي قوة، وبأي بوق يلزمنا أن نهتف صارخين ممجدين بركاته علينا؟! فلا نحمل صورته فحسب، بل ونأخذ منه مثلاً ونموذجًا للتعييد السماوي. وكما ابتدأ هو هكذا يلزمنا نحن أن نكمل، فلا نرتعب من الآلام، ولا نشتم من يشتمنا، بل نبارك لاعنينا. ونسلم أمورنا في كل شيْ لله الذي يقضي بعدل(8).
لأن أولئك الذين طبعوا على هذا، وشكلوا أنفسهم حسب الإنجيل، يكونون شركاء مع المسيح، وممتثلين بالتحول الرسولي، الذي على أساسه يصيرون مستحقين للمديح منه، ذاك الذي مدح أهل كورنثوس عندما قال ،فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني"(1)…
لنتمسك بالتقليد وليس بتعاليم الناس
هؤلاء الأشرار لا يتخفون فقط من جهة الظاهر حاملين كقول الرب ثياب الحملان، ظاهرين كقبور مبيضة، بل وينطقون بالكلمات الإلهية بينما دوافعهم الداخلية شريرة.
وأول من أخذ هذه الصورة هو الحية، التي نفثت بالشر منذ البداية، فتحدث الشيطان (عن طريقها) مع حواء خادعًا إياها.
وجاء بعد ذلك أولئك الذين يبعثون بالهرطقات الباطلة، فيستخدمون كلمات الكتاب المقدس، لكنهم لا يتمسكون بما تسلمناه من القديسين، ناظين إلى أن ما يتسلموه من القديسين هو من تقاليد الناس. هذا خطأ، إذ هم لا يعرفون من هم القديسين ولا ما هي قوتهم؟!
لذلك بحق مدح بولس أهل كورنثوس، لأن أفكارهم كانت متفقة مع التقاليد التي سلمهم إياها
وقد وبخ الرب بحق اليهود قائلاً لهم "وأنتم أيضًا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟!. وذلك لأنهم غيروا الوصايا التي استلموها من الله بحسب فهمهم مفضلين إتباع تقاليد الناس.
بعد هذا بمدة قصيرة أصدر بولس الطوباوي توجيهاته إلى أهل غلاطية الذين كانوا في خطر من هذا، كاتبًا لهم يقول "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما.
الفرق بين التقليد وتعاليم الناس
لا توجد صداقة بين كلمات القديسين والأوهام التي من خلق البشر، لأن القديسين هم خدام للحق، كارزين بملكوت السموات، أما هؤلاء الذين يسلكون في اتجاه مضاد، فأنه ليس لهم سوى أن يأكلوا ويفكروا فيما سينتهي، قائلين "لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت"(5). لذلك ينتهر لوقا الطوباوي ما هو من خلق الناس مسلمًا إيانا ما هو مروٍ من القديسين ذاكرًا في بدء الإنجيل "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة. رأيت أنا أيضًا إذ تتبعت كل شيء من ألأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاؤفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به.
فكل قديس من القديسين يتسلم التقاليد يساهم بغير تحريف أن يثبت تعاليم الأسرار.
لذلك فأن الكلمة الإلهية تطالبنا بالتلمذة على يدي هؤلاء فهم معلمون لنا بالحق، ولهؤلاء وحدهم يلزمنا أن نصغي، لأن لهم وحدهم "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول هؤلاء ليسوا تلاميذ لأنهم سمعوا من الآخرين بل هم شهود عيان وخدام للكلمة إذ سمعوا منه ما قد سلموه.
. وهكذا لا نتغافل عن أن نقدم التعاليم في هذه المواسم كما تسلمنا من الآباء.
مرة أخرى نكتب لكي نحفظ التقاليد الرسولية، مذكرين بعضنا بعضًا بالصلاة، حافظين العيد معًا بفم واحد، شاكرين الرب بحق.
وهكذا إذ نقدم الشكر للرب مقتدين بالقديسين، فأن لساننا يمجد الله اليوم كله كقول المرتل وإذ نحفظ العيد كما ينبغي نتأهل للفرح الذي في السماء.
الرسالة الفصحية رقم 2 ابريل330 للقديس اثناسيوس الرسولى
https://coptic-treasures.com/wp/download/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3/
.
إذًا فلنعيد به فرحين فرحًا سماويًا مع القديسين الذين نادوا قبلاً بمثل هذا العيد، وكانوا قدوة لنا في الاهتداء بالمسيح. لأن هؤلاء ليس فقط أؤتمنوا على الكرازة بالإنجيل فحسب، وإنما حتى فحصنا الأمر نجدهم كما هو مكتوب أن قوته كانت ظاهرة بهم، لذلك كتب (الرسول) "كونوا ممتلئين بي"(1).
هذه الوصية الرسولية تنذرنا نحن جميعًا، لأن الوصايا التي أرسلها (الرسول) إلى أشخاص، إنما يأمر بها في نفس الوقت كل إنسان في كل مكان، إذ كان "معلمًا لكل الأمم في الإيمان والحق"(1).
على وجه العموم، تحثنا وصايا كل القديسين على ذلك بالقدوة، وذلك كما استعمل سليمان الأمثال قائلاً: "اسمعوا أيها البنون تأديب الرب، أصغوا لأجل معرفة بفهم، لأني أعطيتكم تعليمًا صالحًا، فلا تتركوا شريعتي. فإن كنت ابنًا لأبي غضًا ووحيدًا عند أمي" (أم 1:4). لأن الأب البار يربي أولاده تربية حسنة، إذ يجتهد في تعليم الآخرين بسيرته المستقيمة الفاضلة. حتى إذا ما حدثت مقاومة، لا يخجل من سماعه هذا القول "فأنت الذي تعلم غيرك ألست تعلم نفسك" (رو 21:2)، إنما يكون بالحري مثل خادم أمين يقدر أن يخلص نفسه ويربح الآخرين. وإذ تتضاعف النعمة المعهودة إليه يستطيع أن يسمع ذلك القول "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (مت 21:25).
لنقتد بالرب
آه يا أخوتي، ما أعجب حب المخلص المملوء ترفقًا؟!
بأي قوة، وبأي بوق يلزمنا أن نهتف صارخين ممجدين بركاته علينا؟! فلا نحمل صورته فحسب، بل ونأخذ منه مثلاً ونموذجًا للتعييد السماوي. وكما ابتدأ هو هكذا يلزمنا نحن أن نكمل، فلا نرتعب من الآلام، ولا نشتم من يشتمنا، بل نبارك لاعنينا. ونسلم أمورنا في كل شيْ لله الذي يقضي بعدل(8).
لأن أولئك الذين طبعوا على هذا، وشكلوا أنفسهم حسب الإنجيل، يكونون شركاء مع المسيح، وممتثلين بالتحول الرسولي، الذي على أساسه يصيرون مستحقين للمديح منه، ذاك الذي مدح أهل كورنثوس عندما قال ،فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني"(1)…
لنتمسك بالتقليد وليس بتعاليم الناس
هؤلاء الأشرار لا يتخفون فقط من جهة الظاهر حاملين كقول الرب ثياب الحملان، ظاهرين كقبور مبيضة، بل وينطقون بالكلمات الإلهية بينما دوافعهم الداخلية شريرة.
وأول من أخذ هذه الصورة هو الحية، التي نفثت بالشر منذ البداية، فتحدث الشيطان (عن طريقها) مع حواء خادعًا إياها.
وجاء بعد ذلك أولئك الذين يبعثون بالهرطقات الباطلة، فيستخدمون كلمات الكتاب المقدس، لكنهم لا يتمسكون بما تسلمناه من القديسين، ناظين إلى أن ما يتسلموه من القديسين هو من تقاليد الناس. هذا خطأ، إذ هم لا يعرفون من هم القديسين ولا ما هي قوتهم؟!
لذلك بحق مدح بولس أهل كورنثوس، لأن أفكارهم كانت متفقة مع التقاليد التي سلمهم إياها
وقد وبخ الرب بحق اليهود قائلاً لهم "وأنتم أيضًا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟!. وذلك لأنهم غيروا الوصايا التي استلموها من الله بحسب فهمهم مفضلين إتباع تقاليد الناس.
بعد هذا بمدة قصيرة أصدر بولس الطوباوي توجيهاته إلى أهل غلاطية الذين كانوا في خطر من هذا، كاتبًا لهم يقول "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما.
الفرق بين التقليد وتعاليم الناس
لا توجد صداقة بين كلمات القديسين والأوهام التي من خلق البشر، لأن القديسين هم خدام للحق، كارزين بملكوت السموات، أما هؤلاء الذين يسلكون في اتجاه مضاد، فأنه ليس لهم سوى أن يأكلوا ويفكروا فيما سينتهي، قائلين "لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت"(5). لذلك ينتهر لوقا الطوباوي ما هو من خلق الناس مسلمًا إيانا ما هو مروٍ من القديسين ذاكرًا في بدء الإنجيل "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة. رأيت أنا أيضًا إذ تتبعت كل شيء من ألأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاؤفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به.
فكل قديس من القديسين يتسلم التقاليد يساهم بغير تحريف أن يثبت تعاليم الأسرار.
لذلك فأن الكلمة الإلهية تطالبنا بالتلمذة على يدي هؤلاء فهم معلمون لنا بالحق، ولهؤلاء وحدهم يلزمنا أن نصغي، لأن لهم وحدهم "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول هؤلاء ليسوا تلاميذ لأنهم سمعوا من الآخرين بل هم شهود عيان وخدام للكلمة إذ سمعوا منه ما قد سلموه.
. وهكذا لا نتغافل عن أن نقدم التعاليم في هذه المواسم كما تسلمنا من الآباء.
مرة أخرى نكتب لكي نحفظ التقاليد الرسولية، مذكرين بعضنا بعضًا بالصلاة، حافظين العيد معًا بفم واحد، شاكرين الرب بحق.
وهكذا إذ نقدم الشكر للرب مقتدين بالقديسين، فأن لساننا يمجد الله اليوم كله كقول المرتل وإذ نحفظ العيد كما ينبغي نتأهل للفرح الذي في السماء.
الرسالة الفصحية رقم 2 ابريل330 للقديس اثناسيوس الرسولى
https://coptic-treasures.com/wp/download/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3/
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق