الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

سلسلة دراسة فى الفلسفة المسيحية
1- المسيحية ديانة تعقل ذات فلسفة سمائية ابائية
قد يظن البعض عدم معقولية العقائد المسيحية وانها تتنافى مع المنطق وادراكات العقل ويعجز العقل البشرى عن استيعاب معقولية التثليث فى جوهر واحد ومنطقية التجسد والاتحاد الاقنومى والطبيعى بين الله والطبيعة البشرية فى جسده الخاص.
وقد يظن ان المسيحية قائمة على التلقين مع الغاء العقل فى استيعاب هذه العقائد وانها تجرد الانسان من العقل الذى وهبه الله للانسان وميزه عن باقى المخلوقات الغير عاقله به.
وقد يدعى البعض ان الرسل والاباء الاولين عجزوا عن مواجهة الفلاسفة العتاه فى فلسفتهم وان المسيحية لا تتمتع بفلسفة خاصه بهم كما يوجد فلسفة وجودية وفلسفة شيوعية وفلسفة شرقية وفلسفة لديانات اخرى .
وقد يظن البعض ان الفلسفة جرم يجب الابتعاد عنه بما نادى به الفلاسفة اليونانين والشيوعيين و الوجوديين وخلافهم ولكنهم لا يدركون المعنى الحقيقى لمعنى الفلسفة وان ما سبق ما هى الا مدارس للفلسفة وليست ماهية الفلسفة.
من اقوال الاباء حول استخدامهم للفلسفة والمنطق.
الاسلوب المنطقى (العلمى ) فالقاعدة العلمية هى ان ما كان واحدا وكاملا هو اسمى من الاشياء المتعددة ص114 ضد الوثنيين
معرفة اثناسيوس بتاريخ الفلسفة اليونانية فيقول :والغريب انه حتى افلاطون الحكيم الذى يعجب به الاغريق نراه رغم افتخاره بمعرفة الله ينزل مع سقراط الى بيرية لعبادة ارطاميس التى هى بدعة من اختراع الانسان ص42 ضد الوثنيين
يقول : وباى معنى يدعون الله غير مبتدا؟لقد اخبرت حقا ان للاسم معان مختلفة فالفلاسفة يقولون انه بمعنى اولا مالم يات بعد الى الوجود لكن ربما ياتى ثم مالا يوجد ولا يمكن ان ياتى الى الوجود وثالثا مايوجد بالفعل لكنه لم يكن مبتدا ولا له اصل للوجود بل هو ازلى وغير فان ص58 دفاع عن قانون ايمان مجمع نقية بقلم اثناسيوس تعريب القمص اثناسيوس فهمى
ويقول البابا كيرلس
اننا نقبل حسب التفكير المنطقى والسليم ان سكنى الاب لها نفس فاعلية سكنى الابن ص66 حوار حول الثالوث ج2






استتخدام الاباء المنطق الفلسفى بدون ادلة كتابية فى اثبات ان الطبيعة تشهد بوجود اله واحد خالقا لها
يقول البابا اثناسيوس
لانه اذا كان الناس يقفون هكذا منذهلين امام اجزاء الخليقة متوهمين انها الهه
لانه اذا اخذ المرء اجزاءالخليقة المنفصلة وتامل فى كل منها على حدة كالشمس مثلا على حدة والقمر على حدة وايضا الارض والهواء والحرارة والبرودة وعناصر الرطوبة والجفاف وفصلها عن ارتباطها المتبادل فانه يجد حتما انه لا يمكن ان يكون احدهما كافيا لنفسه بل كل منها فى حاجة لمساعدة الاخر وانها تحتفظ بكيانها بمساعداتها المتبادله فالشمس .. لن تتعدى فلكها والقمر وسائر النجوم تشهد للمساعدة التى تستمدها من الشمس وظاهر ان الارض لا تعطى محصولها بدون الامطار وهذه بدورها لا تهطل على الارض بدون مساعدة السحب والسحب لا يمكن ان تظهر من تلقاء ذاتها وتوجد بدون هواء والهواء يسخنه الهواء الاعلى ولكنه يستضئ لامعا بواسطة الشمس لا من تلقاء ذاته ....
اذن فكيف يمكن ان يكون هذه الاشياء الهه وهى مفتقرة لمساعدة بعضها البعض ..تطلب المساعدة لنفسها بعضها من بعض لان الحقيقة المسلم بها عن الله انه ليس فى حاجة لاى شئ بل هو معتمد على ذاته مستقل بذاته ومنه تستمد كل الاشياء كيانها وهو يخدم الكل قبلما يخدمه الكل ...
على انهم ( اى الوثنيين والفلاسفة ) قد يتحدون الكل معا كانها تكون جسما واحدا ويقولون ان الكل هوالله لانه اذا اقترن الكل معا لا يحتاج الى معونة خارجية ....وهذه الحجة لا تقل عن سابقتها .. لانه اذا كان اقتران الاجزاء يكون الكل وكان الكل مكونا من الاجزاء فان الكل يتضمن الاجزاء وكل منها جزء من الكل ولكن هذه بعيدة كل البعد عن فكرة الله لان الله هو الكل وليس مكونا من مجموعة اجزاء ولا يحتوى على عناصر متعددة بل هو نفسه خالق النظام الكونى انظر اى تجديف ينطقون به ضد اللاهوت عندما يقولون هذا ؟لانه اذا كان مكونا من اجزاء فانه يتبع هذا حتما انه لا يماثل نفسه وانه مكون من اجزاء غير متماثله لانه ان كان الشمس فهو ليس قمر وان كان قمرا فهو ليس ارضا ..هكذا اذا اخذ المرء الاجزاء واحدا فواحدا تبين له سخافة نظريتهم هذه ص 84-87 ضد الوثنيين



استتخدام الاباء المنطق الفلسفى بدون ادلة كتابية فى وجود ضابط للاضداد الكونى
****************************************************************
يعلمنا القديس اثناسيوس الرسولى
لانه من ذا الذى يرى دائرة السماء ومجرى الشمس والقمر واوضاع وحركات سائر النجوم اذ تتخذ امكنتها فى اتجاهات مضادة ومختلفة ومع ذلك فانها فى اختلافاتها تحفظ نظاما ثابتا بالاجماع من ذا الذى يرى هذا وينكر هذه النتيجة انها لم تنتظم من تلقاء ذاتها بل لها خالق يتميز عنها ويحفظ لها نظامها ؟ او من ذا الذى يرى الشمس تشرق نهارا والقمر ليلا متناقضا ومتزايدا بلا اختلاف وفق نفس عدد الايام وبعض النجوم تسير فى افلاكها المختلفة والمتعددة وبعضها تتحرك ولكن دون ان تكون على غير هدى وبعد ذلك يعجز عن ان يدرك ان لها يقينا خالقا يرشدها ؟ من ذا الذى يرى الاشياء المتنافرة فى طبيعتها متحدة ومتناسقة كالنار مختلطة بالبرودة مثلا والجفاف مختلطا بالرطوبة دون ان تتنازع معا بل تكون جسما واحدا كانها متجانسة الاجزاء من ذا الذى يرى هذا دون ان يستنتج ان هناك شخصية خارجية عن هذه الاشياء وهى التى اتحدتها معا ؟ ....من ذا الذى يرى السحب محموله على الهواء وثقل الماء متكتلا فى السحب دون ان يدرك ذاك الذى جمعها الى فوق ورتب هذه الاشياء على هذه الحال ؟او من ذا الذى يرى الارض وهى اثقل من كل شئ بالطبيعة مثبته على المياه ولازالت فوق ما هو متقلقل بطبيعته دون ان يدرك ان هناك من خلقها ورتبها على هذا الحال اى الله؟ ص 103-106 ضد الوثنيين
اذن فالاشياء المتنافرة بطبيعتها والمضادة بعضها للبعض لا يمكن ان تصطلح معا لو لم يكن هنالك من هو اسمى منها وسيدها ليتحدها الذى تخضع له العناصر طائعة كما يطيع العبيد السيد وبدلا من ان يراعى كل شئ طبيعته ويتنازع مع جاره فانها كلها تدرك الرب الذى اتحدها وتتناسق بعضها مع بعض مع انها مضادة لبعض بالطبيعة وتتوافق حسب ارادة ذاك الذى يرشدها...لانه لو لم يكن امتزجها معا يعزى لسلطة اعلى ....لانه كان لابد من حصول نزاع شديد بينهما فالواحد يحرق والاخر يشع برودة ...والشمس تنير بينما يذيع الهواء ظلمة ... على انه ان كان الحال هكذا لما راينا الكون منتظما بل مشوشا ولما راينا تناسقا بل اضطرابا وفوضى ولما راينا تناسبا بل كل الاشياء متفاوته لانه فى النزاع العام والصراع المشترك اما ان تبيد كل الاشياء او يظهر مبدا السيادة وحده وحتى هذا المبدا الاخير فانه تظهر الفوضى بين الجميع لانه لو ترك اى شئ وحده وحرم من معاونة سائر الاشياء لسبب الاضطراب بين الجميع كما انه لو تركت اليد والرجل وحدهما فان ذلك لا يحفظ للجسم كماله لانه كيف يصير حال الكون لو ان الشمس وحدها هى التى تظهر ...اى تناسق لو ان السماء وجدت بدون نجوم او وجدت النجوم بدون السماء ؟ص108-109 ضد الوثنيين
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق