الثلاثاء، 9 يناير 2018

من روائع تعاليم اباء البرية الايمانية العقائدية عظات الابنا مكاريوس

٢_
العظة الثانية عشر
ان ادم بتعدية الوصية حدثت له كارثة مزدوجة فهو فقد نقاوة طبيعته التى كان حاصلا عليها والتى كانت جميلة على صورة الله ومثاله ومن الجهة الاخرىفقد ايضا تلك الصورة عينها التى كان سيرث بها كل الميراث السماوى بحسب الوعد .... حينماقبل مقاصد وافكار الشر ورحب بها هلك من امام الله ... فان الله يغض النظر عن اولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينيه عليهم ولكنه لايكون فى شركة معهم ولايستطيع الرب ان يجد راحة فى داخلهم ...
الكلمة اللوغوس وادم والمعرفة
طالما ان كلمة اللهكان معه وكانت له ( اى لادم ) الوصية فقد كان له كل شئ والكلمة نفسه كان ميراثا له وكان لباسا له ( اى ان ادم كان مغطئ ببهاء ومجد مستمد من الكلمة كنعمة ) وكان هو ( اى الكلمة اللوغوس ) مجده الذى يغطية ويستره اش4: 5 وكان هو معلمه فقد الهمه ان يعطىاسماء لكل الاشياء تدعو هذه السماء وهذه الشمس وهذا القمر وهذه الارض وهذا الطير وذلك وحش وهذه شجرة وكما كان يتعلم ادم من الكلمة هكذا سمى الاشياء جميعها ...
كما كان الروح يجرى عمله ففى الانبياء ويعلمهم وكان فى داخلهم ويظهر لهم من الخارج هكذا ايضا كان الحال مع ادم فالروح حسبمايشاء كان يحضر معه ويعلمه ويشير عليه ...
وطالما كان ثابتا فى الوصية فقد كان صديقا لله ولكن لماذا نستغرب انه بالرغم من كل هذه الاحوال التى كان عليها ادم فقد تعدى الوصية فان اولئك الذين يمتلئون الان بالروح القدس لاتزال تاتيهم افكار من طبيعتهم ولهم الارادة ان يطيعوها فكذلك ادم رغم انه كان حاضرامع الله فى الفردوس فقد تعدى الوصية بارادته واطاع الجانب الشرير ولكنه بعد عصيانه لاتزال عنده هذه المعرفة ...
فادم وحواء قبل السقوط لم يكوناقد عرفا شجرة معرفة الخير والشر ولكن بمعصية ادم جعلت له هذه المعرفة ص70-72 فقرة1+2+6+8+9 عظات القديس مكاريوس الكبير طبعة 1991
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق