الأربعاء، 10 يناير 2018

من روائع تعاليم اباء البرية الايمانية العقائدية عظات الابنا مكاريوس 3-

العظة السادسة عشر
الله فى الجحيم والظلمة
ان الله غير محدود وغير مدرك وهو يظهر نفسه فى كل مكان فى الجبال وفى البحر تحت العمق ولكن بدون ان ينتقل من مكان الى اخر مثل الملائكة الذين ينزلون من السماء الى الارض فهو فى السماء وهو هنا على الارض ولكنك ستقول لى كيف يمكن ان يكون فى الجحيم او كيف يمكن ان يكون فى الظلمة او فى ...الاماكن الفاسدة ؟.
فاجيبك ان الله غير قابل للتاثر بالشر ويحوى كل الاشياء لانه غير محدود واما الشيطان الذى هو خليقة الله فهو مقيد اما طبيعة الصلاح - اى الله - فلا تؤثر فيها النجاسة او تلوثها كما ان الظلمة لاتستطيع ان تجعله مظلما فاذا قلت لايحوى كل الاشياء بما فيها الجحيم والشيطان فانك بذلك تجعله محدودا من جهة المكان الذى يوجد فيه العدو الشرير وعلى هذا الاساس فيقتضى البحث عن واحد اخر اعلى منه .
فالله اذن يلزم ان يكون فى كل مكان ... اللاهوت له طبيعة سامية ونقية جدا حتى ان الظلمة رغم وجودها فيه فانها لاتستطيع ان تدركه او تفهمه ولا يستطيع الشرير ان يشترك فى نقاوته رغم انه موجود فيه ( اى فى الكون الذى يحويه الله )وبالنسبة لله لايوجد شر جوهرى حيث ان الشر لايستطيع ان يصيبه باى اذى ..
الشر من حرية الارادة
كل الجواهر الروحانية اى الملائكة والنفوس البشرية والشياطين كل هؤلاء قد خلقهم الخالق فى حالة البراءة والبساطة التامة اما كون البعض منهم قد تحولوا الى الشر فهذا ناتج عن حرية ارادتهم باختيارهم حادوا عن طريق التفكير السليم فاذا قلنا ان الله خلقهم هكذا اشرار ( تحديد المصير المسبق ) فاننا بذلك نجعل الله قاضيا ظالما بارساله الشيطان الى النار ...اولئك الذين يقولون ان الشر هو جوهر حقيقى لايعرفون شئيا فبالنسبة الى الله ليس هناك شر جوهرى وذلك لان الله حسب طبيعته الالهية غير قابل للتالم او اللاهواء اما فينا نحن فان الشر يعمل بقوة كاملة ويجعل نفسه محسوسا ويوحى بكل الشهوات الردئية ولكن الشر ليس مختلطا بنا كاختلاط الخمر بالماء كما يقول البعض ص102-104 فقرة 5+1 عظات القديس مكاريوس الكبير طبعة 1991
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق