الخميس، 18 يناير 2018

عظات كوكب البرية الانبا انطونيوس _ الرسالة السابعة

من روائع تعاليم اباء البرية الايمانية العقائدية
اعرفكم انا . نحن الذى نريد التقرب من خالقنا يجب ان نجاهد على خلاص نفوسنا من الاوجاع بالناموس العقلى لان من اجل تفاقم الغش ولذة الاوجاع وكثرة التجارب الشيطانية وضعف محسوسنا ماتت حركات نفوسنا ولهذا لم نستطع ان نعرف قدر جوهرنا العقلى لسبب ماقد سقطنا فيه من الالام وليس لنا خلاص الا بربنا يسوع المسيح لانه مكتوب فى السليح ( رسالة ) بولس انه بادم الاول كان الموت وبالمسيح كانت الحياة فاذن السيد المسيح ربنا هو حياة كل الناطقين المخلوقين كشبة صورته التى هى عقل الاب الحقيقى وصورة الاب غير متنقلة ولا متغيرة ...وانا اشهد لكم واقول ان جميع الفضائل كانت قد هلكت منا ولما نظر الله الاب الى ضعفنا واننا لا نستطيع على ظهوره فينا كهئته بالحق والعدل ارسل ابنه الوحيد واتخذ جسدنا وتعاهد خليقته وخدمّه وقديسيه بمواهبه .. بعظم صلاحه وترافه وبمحبته الغير مدروكه لم يصنع معنا كخطايانا بل جعل القمر والنجوم لخدمة هذا البيت المظلم الذى هو العالم لاجل قيام الجسد وجعل ايضا اشياء كثيرة خفيه تخدمنا التى لا تنظرها باعيينا الجسدانية ونحن لاجل كثرة خطايانا صّير خدمتها لنا باطلة فما الذى نقوله يوم الدينونة لربنا لانه ما من خير من الخيرات لم يعمله معنا هو بنفسه لان الرؤساء لم يتعبوا من اجلنا والكهنة لم يعلمونا والحكام والملوك لم يحاربوا عنا والرسل لم يطردوا بسيناء بل الابن الحبيب الكلمة مات عنا جميعا ولذلك يجب علينا ان نستعد بكل الطهارة وندرب بها عزائمنا وحواسنا المتنقله بين الخير والشر اذ نحن لابد لنا ان ننتقل ونلتقى بربنا يسوع الذى اتى وخلصنا بكل تدابيره وتشبه بنا فى كل شئ ما خلا الخطئية .. فيا اولادى ليكن لكم ظاهرا ان مجئ ربنا صار دينونة لاولئك وحياة لهؤلاء .
والان يا اولادى انى انظر ان كل واحد فواحد منا قد سلم ذاته بارادته الى الشرور وقد تكملت فينا لجهلنا واستملكنا ولذلك اخذ ربنا شكل جهلنا ليخلصنا به وكمل كل تدابيره الى موت الصليب لكى بموته وقيامته تكون لنا قيامة فاضله وتبطل عنا قوة الموت التى هى قوة الشيطان ونكون اذ حررنا ذواتنا وتشبهنا بتواضعه نصير تلاميذا له فبالحقيقة يااولادى الاحباء بالرب اقول لكم اننى مضطرب جدا بجسدى وروحى كوننا تسمينا باسماء القديسين ولبسنا لباسهم ونحن مفتخرين بذلك امام غير المؤمنين وليس لنا قوة العمل واخاف لئلا يتم علينا قول الرسول انهم قد اخذوا شكل الديانة وهم لقوتها جاحدون وانا لاجل محبتى فيكم لست افتر من الطلبة الى الله عنكم ... اريدكم ان تعرفوا مقدار المواهب الصائرة الينا من جهة الرب لحفظنا ونمونا ...لاننى انا الشقى اعلمكم ايضا ان ربنا قد نبه عقلى من نوم الموت بنعمته وقد صار لى نوحا وبكاء مدة مابقى لى من هذا الزمان اليسير على الارض لانى افكر ماهو الذى نعطيه للرب عوضا عن الذى صنعه معنا فانه جعل ملائكته تخدمنا وانبيائه تتنبا لنا ورسله تبشرنا واعظم من هؤلاء جميعهم ارساله ابنه الوحيد لخلاصنا .. فلنستعد الان ان تنقى ذواتنا جسدا وروحا لنقبل معمودية ربنا يسوع المسيح ونعمل ونرفع ذواتنا قربانا مقبولا له ..واعلموا ان كل الذين يعتمدون بالمسيح فللمسيح يلبسون كما قال الرسول بولس وينالون نعمة الروح القدس .. فلا يقولن احد منكم يا اولادى ان ليس دينونة كائنة لنا فى يوم مجئ ربنا الاخير بل ليعلم ان مجئ سيدنا المسيح الاول قد فرغ ان يكون لنا دينونة فى ذلك اليوم اذا لم نكمل فرائضه ..وانا اسال اله السلامه برحمته فى كل حين الذى يتعاهد خلائقه ويظهر صلاحه فيهم ان يعطيكم حكمة .. ونعمة وروح الافراز لتفهموا ما قد كتبته اليكم من وصايا الرب وتعملوا بها لتحفظكم اطهارا الى النفس الاخير وهو يقبل منى تضرعى هذا الذى هو عن خلاص جميعكم يا ايها الابناء الاحباء بالرب الذى له المجد والعز والاكرام الى ابد الابدين امين ص 40-47 روضة النفوس فى رسائل القديس انطونيوس – اندراوس الراهب 1899

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق