من روائع تعاليم اباء البرية الايمانية العقائدية عظات الانبا مكاريوس الكبير 4- قيامة الاجساد

ان كل شئ سهل على الله وهو قد وعد بالقيامة رغم ان هذا يبدوا مستحيلا بالنسبة الى الضعف البشرى والفكر البشرى لانه كما ان الله اخذ من التراب ومن الارض وكون الجسد بطبيعة اخرى مختلفة وغير مشابهه بالمرة بالارض وجعل فيه انواع اعضاء وعناصر كثيرة ... او كما ان الابرة اذا طرحت فى النار يتغير لونها وتصير نارا رغم ان طبيعة الحديد لا تنتزع بل تظل قائمة كذلك ايضا فى القيامة ...
كل الاعضاء تصير مثل النور وكلها مغمورة فى النور والنار وتتغير تغيرا حقيقيا ولكنها لاتحلل وتصير نار خالصة كما يقول البعض ... البشر يتغيرون فى القيامة وتتقدس اعضاوهم وتصير مثل النور - نورانية ص84 عظة 15 فقرة 10-11
ولكن فى قيامة الاجساد التى سبق ان اقيمت نفوسها قبلا وتمجدت ( فى الفردوس ) فان الاجساد ايضا تتمجد حينئذ مع النفوس وتستنير بالنفس التى قد استنارت وتمجدت فى هذه الحياة الحاضرة لان الرب هو بيتهم وخيمتهم ومدينتهم وهم يلبسون مسكنا من السماء غير مصنوع بايدى 2كو5: 1 وهو مجد النور الالهى اذ قد صاروا ابناء النور ص181 عظة 34 فقرة 2.طبعة 1991'
عظات القديس مكاريوس الكبير طبعة 1991