3
يفسر لنا القديس يوحنا ذهبى الفم بقوله : فلما اجابه المسيح ربنا ليس احد صالحا لانه دنا منه كانسان مجرد وكمعلم يهودة ولذلك خاطبه كانسان لانه فىمواضع كثيرة يجيب لمحو ظنون قاصديه ...فاذا ما قال ليس احد صالحا ما يقول هذا على انه يزيل عن نفسه ان يكون صالحا هيهات لانه لم يقل لماذا تسمينى صالحا لست صالحا لكن قال ليس احد صالحا ومعناه ليس احد من الناس ( بالقياس مع الله) ... وكذلك اردف قوله بان قال الا الله لم يقل الا ابى بنعلم انه لم يكشف نفسه للشاب المثالة 63 ص264 ك تفسير بشارة الفاضل متى رسول يسوع المسيح من قول المغبوط يوحنا ذهبى الفم طبعة 1884
يقول نيافة الانبا بيشوى
هذه الاية جاءت فى حديث السيد المسيح مع الشاب الغنى .. مت 16:19-22 ونلاحظ هنا ان السيد المسيح لم يقل له لا تدعونى صالحا انما قال لماذا تدعونى صالحا ؟ وكلمة لماذا لا تعنى النفى ولكن تعنى الاستفسار كما ت وكلمة لماذا لا تعنى النفى ولكن تعنى عنى التعليم لهذا الشاب الذى يخاطبه لكى لا يقول هذه العبارة كما يكلم اى معلم من معلمى اليهود مثل الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة بل المفروض ات يختص بها واحد وهو الله وان يعرف مقدار من يكلمة
والدليل على ذلك ان السيد المسيح لا يرفض ان يلقب بالصالح انه قال عن نفسه انا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو11:10 فمن يستطيع القول ان السيد المسيح ينفى عن نفسه الصلاح؟ وقد قال لليهود من قبل من منكم يبكتنى على خطية فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بى يو46:8
وفى الدينونة الابدية سيقول للعبيد الذين صنعوا مشئية الله وحفظوا وصايا نعما ايها العبد الصالخ والامين كنت امينا فى القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك مت 21:25 لم يوجد فى ذلك الوقت احد على الارض كان من الممكن ان يلقب بالصالح الا السيد المسيح فقد لان الكتاب يقول الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد رو12:3
فمن المعروف ان السيد المسيح هو الوحيد الذى بلا خطية كما يقول بولس الرسول .. من ثم كان ينبغى ان يشبة اخوته فى كل شئ ( بلا خطية ) عب17:2 وفى رسالته الى اهل رومية واما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل وعلى الذين يؤمنون رو21:3-22
فلان خطاياه قد محيت ففى دخوله الى الابدية يسمع عبارة العبد الصالح لكن هنا على الارض وهو تحت الالام لا يمكن ان يقال عن اى انسان انه صالح لانه ليس احد صالحا الا واحد وهو الله . حتى لو قيلت لا تقال قبل اتمام الفداء لان الجميع كانوا تحت الدينونة وكان لا يوجد احد صالحا الا واحد وهو يسوع المسيح فقط فحتى اقصى شئ يكون بعد اتمام الفداء نستطيع ان نقول انه يوجد اناس صالحون وابرار وهذا عندما يتكلل الانسان بالبر بعد اتمام جهاده عندئذ يمكن ان يلقب بالصالح
وعلى هذا فانه لا يوجد احد صالح بين الناس جميعا بمعنى الصلاح الكامل الا السيد المسيح اذا هذه الاية تثبت ان السيد المسيح هو الله
مثال توضيحى لكلام السيد المسيح للشاب الغنى هو انه اذا قابل مثلا شخص طيبيا لم يكن يراه من قبل ولا يعرفه وقال له ماحالك يادكتور ؟ هنا يسالؤالطبيب لماذا تقول لى يادكتور ؟ اى كيف عرفت انى دكتور ؟ وهل تقولها على سبييل المجاملة ام انك تعلم انى دكتور فعلا ؟ ص117-119 مائة سؤال وجواب فى العقيدة المسيحية الارثوذكسية