...ولعل اول ماينبغى ان يتوافر فى من يتقرب الى المائدة الربانية ان يكون مؤمنا مسيحيا تقيا ومن ثم مؤمنا بحقيقة المائدة الربانية وماهيتها وانها المن السماوى يو6: 49-51 ...وان يرتفع بروحه وايمانه فوق الحسابيات والهندسيات مايقوله القديس يوحنا ذهبى الفم وهذا هو المقصود من وصف من يتقرب بغير استحقاق بانه غير مميز جسد الرب 1كو11: 29 ...
2-ومن ثم مع الايمان العميق يجب ان يتقدم المؤمن الى المائدة الربانية فى رهبة ومخافة وخشوع وتوقير وادب واحترام واجلال وسجود وانسحاق وشعور عميق بعدم الاستحقاق ...على ان جلال المائدة الربانية يقتضى ان يكون المتقدم اليها طاهرا روحا ونفسا وفكرا وجسدا والطهارة هى النقاء وهى الخلو من الدنس والنجاسة ومن كل تلوث فى الروح والنفس والجسد ...ولا يحتج احد بقوله لماذ اذن يتقرب المؤمن للمائدة الربانية ؟ اليس فيها التطهير مع الغفران ؟ .
الحق الالهى ان مهمة المائدة الربانية هى انها خبز الحياة الابدية لمن يتقدم اليها باستحقاق ومعها وفيها ينال الخلاص وغفران الخطايا على ان يكون المتقدم طاهرا فى نيته وقصده ولايطوى قلبه او فكره على رغبة شهوة ردئية او حقدا او حسدا او كراهية لاحد ...والا فلماذا يقول ليمتحن الانسان نفسه 1كو11: 28 ...مبينا بذلك النقمة على الذين يتقدمون للمائدة الربانية باستهتار وقلة ايمان وقلوبهم وافكارهم واجسادهم ملوثة بالنجاسة والدنس والنقمة الالهية تدركهم روحيا وجسديا ام لارواحهم فياخذون لانفسهم دينونة ويجلبون على انفسهم الغضب الالهى لانهم وهم نجسون اقتحموا المائدة الربانية واما لاجسادهم فيدركهم المرض والضعف ص324-325 موسوعة اللاهوت العقيدى ج3 اسرار الكنيسة السبعة
اخيرا لماذا لا استفيد من القداس
1- التاخير فى المجئ الى الكنيسة
فالذى ياتى الى الكنيسة متاخرا ولا يقضى فيها الا ساعة او بعض ساعة فى اواخر القداس فانه يخرج وقد حرم نفسه من التناول لانه جاء متاخرا وحرم نفسه من الاستمتاع بما فى القداس من قراءات والحان وصلوات روحية عميقة ترفع الروح الى السماء وتريحها من مشاكلها ومشاغلها لان الوقت القصير الذى يقضيه فى الكنيسة لا يسعفه فى التخلص اولا من اهتماماته العالمية وبالتالى لتهدا نفسه وتبدا فى الانحصار والتركيز فى كلمات القداس لان هذه الامور تحتاج الى وقت طويل ولذلك ينصحنا الرب بالتبكير فى الحضور الى الكنيسة وحضور الصلاة بقوله الذين يبكرون الى يجدوننى ام8: 17 .
2- عدم الاشتراك فى المرادات
قد يجئ مبكرا ولكنه يقف فى الكنيسة متفرجا فلا يخدم كشماس ولا يشترك فى مرادات الشعب الكثيرة والعميقة ونتيجة لذلك لايشعر فى نهاية صلوات القداس باى تعزية او استفادة روحية ....فياليت كل فرد من الشعب الحاضر فى الكنيسة يشترك فى مرادات القداس الخاصة بالشعب ويتفاعل معها بقلبه وروحه وكل حواسه فيحس بالتعزية الفياضة والاستفادة العظيمة
3- عدم التركيز او التامل فى المرادات
احيانا كثيرة يقال المرادات والالحان بطريقة روتينية بسبب حفظها وكثرة تكرارها بينما يكون العقل شاردا فى واد اخر داخل الكنيسة او خارجها وهذه الطريقة لاتؤادى الى فائدة روحية تذكر.... لذلك يجب على كل حاضر فى الكنيسة سواء كان كاهنا اوشماسا او مؤمنا عاديا من الشعب ان يصلى صلواتهم بفهم منضبط ومركز فيما يسمع وفيما يقول 1كو14: 15
4- الانشغال بالاداريات دون الروحيات
بعض الناس يهتمون اثناء القداس بالاداريات مثل بيع القربان او جمع اطباق العطاء او التبرعات او تنظيم المصلين ومراعاة هدوئهم ووسط هذه المشاغل لايعطون انفسهم فرصة للاستمتاع بالقداس والاشتراك فى مرداته والحانه وبذلك لايستفيدون من حضور القداس شيئا.
5- عدم التناول
بعض الناس يحضرون صلاة القداس كما لقوم عادة ولا يتناولون من الاسرار المقدسة فترة من الزمان قد تصل الى شهور وسنوات وربما العمر كله بينما تشترط الكنيسة وتشدد ان كل الذين يحضرون قداس المؤمنين اى قداس التقديس يجب عليهم ان يكونوا مستعدين ويتناولون كلهم فى نهاية القداس حسب امر مخلصنا خذوا كلوا منه كلكم وخذوا واشربوا منها كلكم .
اما الذى يكون معترفا ومستعدا ولا يتقدم للتناول من الاسرار الالهية فنه يحرم نفسه من شركة المؤمنين ويضيع على نفسه فرصه عظيمة قد لا تتكرر .
6- التناول بدون اعتراف
قد يتقدم شخص للتناول من الاسرار المقدسة ولديه خطية او خطايا لم يعترف بها لهذا يظل ضميره يؤنبه ويوبخه وهذا التانيب والتوبيخ يحرمه من التعزية والفائدة الروحية التى كان ممكنا ان يحصل عليها لو حضر القداس وتناول من الاسرار المقدسة بتوبة ونقاوة واستعداد ص6-8 كيف تستفيد من القداس الالهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق