الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

هيبة الحضور للقداس الالهى ليوحنا ذهبى الفم


هيبة الحضور للقداس الالهى ليوحنا ذهبى الفم

قبيح بنا جدا ان نسمى مسيحين ونحن لا نتمم مايقتضيه هذا الاسم من الافعال المسيحية فانه يجب على الانسان المسيحى ان يعمل بوصايا سيدنا يسوع المسيح ولا يحتج بالاولاد والمشاغل العائلية وثقل المعيشة الفانية ....
هم يتكاسلون عن الحضور الى بيت الله وسماع القداس واذا حضروا فلا فائدة لهم من حضورهم لان عقولهم المظلمة تدفعهم الى التشاغل بالاحاديث الباطلة فى معيشة هذه الدنيا وباقى امورها حتى نسوا ان مجئيهم الى الكنيسة بيت الله ومجمع الملائكة انما هو للطلب من مراحمه تعالى ليصفح عن الذنوب فيتشاغلوا عن ذل بالاحاديث الباطلة والهزل وبهذا يزدادون ذنوبا على ذنوبهم ....
ويا للعجب كيف لا تستحى ايها الانسان وقد حضرت هذه الساعة للمثول بين يدى حالقك ومولاك وانت تتشاغل عنه بالحديث .
يا ليتك وقفت عند هذا الحد بل تعديته بتحويلك الاخرين بمحادثتهم عن الصلاة والتضرع اليه تعالى فى طلب خلاص نفوسهم .
اما تنظر الكاهن الخادم واقف منتصبا بين يده العزة الالهية من اجل خطاياك اما كان عليك ان تتشبه به وتساعده فى الطلبة عن نفسك ليغفر لك الله ويقبل قربانك

اما تنصت للامانة المقدسة المستقيمة اما تهاب الاسرار المقدسة اما تنظر ان المائدة الروحانية وجسد الرب المقدس ودمه الذكى موضوعان عليها من اجلك ....اما تنظر البخور الصاعد الى السماء من اجلك والكهنة والشمامسة متهللون حول المائدة المقدسة وطغمات الكروبيم والسرافيم وقوف غير منظورين منا باسطين اجنحتهم بالتسبيح مع جميع قوات الملائكة السمائين صارخين من اجل الخطاه والروح القدس حال على هذه ( الذبيحية الروحية العقلية ) الالهية وهو غير منظور منا .
اما تخجل وتستحى ايها الانسان وتستغفر من الله .
اما تعلم ان عدد ساعات الاسبوع مئه وثمان وستون ساعة وانت لاتقدر ان تهب نفسك ساعة واحدة منها تقفها فى بيعة الله اثناء القداس الالهى بخوف ووقار وضمير نقى وقلب طاهر حتى اذا تقدمت الى التناول من الاسرار الالهية يكون لك داله عند الله ...
والا اخبرنى ياهذا اذا كنت لاتستطيع ان تلمس ثياب الملك الارض بيد غير نقية مهما كانت لك من الدالة عليه فكيف تتجاسر على ملك الملوك واله الالهه بتناولك من الاسرار المحييه وانت حاقد على اخيك وقلبك ملوث بالاثام وضميرك غير نقى ....فلا تظن انك تتناوله من يد الكاهن المسكين فقط بل من يد رؤساء الملائكة الحاضرين لخدمة الاسرار اش6: 6-7

ان قال قائل كيف يصير الخبز ( سوما جسدا ) والخمر دما اجبته قائلا ان كلمة الله التى قالت للتراب كن آدم فكان هى التى تغير عنصر الخبز الى جسد ودم
وهى( اى كلمة الله وامره ) كما امرت نيل مصر انه اذ اخذ منه عبرانى اخذ ماء باردا واذا اخذ منه مصرى اخذ دما خالصا .
كذلك تنقل عنصر الخبز والخمر الى جسد ودم عمانوئيل الهنا .
....اطلب اليكم ايها الاحباء ان تقفوا وقت القداس بخوف ورعدة ساجدين بقلوبكم رافعين رؤوسكم الى العلا متنهدين الى الذى بذل نفسه من اجلكم ان يجعلنا مستحقين لحلول روح قدسه علينا .
فهذا ايها الاحباء زمان التوبة والغفران ان هذا زمان الجهاد والعمل هذا زمان الصدقة والرحمة والصوم والصلاة وكفانا ماقد مضيناه فى خدمة الجسد لنعيش بقية حياتنا فى خدمة الروح القدس سائرين فى طريق التوبة غير متوانين فى عمل الصالحات قبل ان يفاجئنا هادم اللذات ( الموت ) .
فسبيلنا ايها الاحباء ان نتامل فى ذلك جيدا ونتذكر اليوم الاخير الفمرهوب وتلك الساعة المفزعة وذلك الحاكم العادل الذى ليس عنده محاباه ولنرجع الى عقولنا فنسير الطريق المؤدى الى الحياة الابدية بالتوبة والصوم والصلاة مع الصدقات لنفوز بملكوت السموات بنعمة وتحنن الهنا الذى له المجد الى الابد امين ص2099-
211 العظات الذهبية ليوحنا ذهبى الفم طبعة 2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق