الأحد، 9 يوليو 2017

المسئولية الادبية.

المسئولية الادبية
فقرات من اللاهوت الادبى لنيافة الانبا غريغوريوس
الفاعل
1- من حيث مكانته الادبية
هل الفاعل رجل مشهور بالفضل والتقى ام هو رجل عادى ام رجل شرير ؟ وهل هو علمانى ام هو رجل من طغمة الاكليروس وفى اى درجة من درجات الكهنوت ؟ هل هو شماس ام قسيس ام اسقف ؟ واذا كان فى درجة الشماسية ففى اى مرتبه من مراتبها هل هو نائب شماس او شماس او رئيس شمامسة ؟ واذا كان قسيسا فما هى درجته وان كان اسقفا فهل هو اسقف او مطران او بطريرك؟ .
فكلما ارتقى المرء فى درجات الكهنوت كانت مسئوليته الادبية اكبر لانه اقيم على وزنات اكثر وتصبح خطئيته المخالفة افظع واجسم وكلما كان الشخص فى درجة من الفضيلة والكمال كان سقوطة فى الخطا اولى جدا بعناية المرشد او الكاهن لانه بارتفاع الانسان فى مركز الادبى ترتفع مسئوليته الادبية.
ثم هل هو من طغمة الرهبنة ام لا فهذه الطغمة الجليلة قد اختارت لنفسها حياة تقتضى زهدا ونسكا وتقشفا وعزلة واعتكافا ووفرة تعبد واتضاع واحتقار للمظاهر الخارجية .
يجب الا يسوى امام محكمة الضمير بين خطا وقع فيه اثنان احدهما يضعه الشرع فى مرتبة ادبية اعلى واسمى من رفيقة ويجب ان تختلف العقوبة او التاديب المفروض على كل منهما وان يفرق فى تقدير مسئولية كل منهما .
جاء فى التوراه ان من يزنى يقتل رجل كان او امراة خر22:21 اما اذا كانت الزانية ابنة لكاهن فقال الله فيها واذا تدنست ابنه كاهن بالزنى فقد دنست اباها بالنار تحرق لا21: 9
ص154-155 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى

2-
من حيث مكانته العلمية
هل الفاعل عالم بالشريعة او جاهل بها .
فمن العدالة ان يحاسب الانسان على قدر درجته من العلم والعرفان ( المعرفة ) ولذا يقول السيد المسيح . اما ذلك العبد الذى يعلم ارادة سيدة ولم يستعد ولا صنع بحسب ارادته فسيضرب كثيرا والذى لا يعلم ويصنع مايستوجب به الضرب فسيضرب قليلا وكل من اعطى كثيرا يطالب بكثير ومن استودع كثيرا يطالب منه اكثر لو12:47-48.
....ويقول الرسول ايضا عن نفسه ) انا ) الذى كنت قبلا مجدفا ومضهدا وانسان طاغيا ولكننى رحمت لانى صنعت ( ذلك ) بجهل ( كما كنت ) كافرا 1تى 1: 13
واذن فمن يخطئ وهو يعلم ليس كمن يخطئ وهو يجهل فهو فضلا عن انه مسئول عن الخطا الذى ارتكبه فانه بعلمه اصبح مشهورا وقدوة ومثالا لكثيرين.
فسقطته فى الخطئية ليست لسقطت الجاهل لانه سيعثر كثرين ويشكك فى الفضيلة نفوس الذين يتمثلون به ويتعلمون منه .
ولكن حذار من ان تظن ان الجهل بالشريعة خير من العلم بها فان الجاهل مسئول مسئولية عن جهالته اذ كان فى مقدروة ان يطلب العلم ولم يطلبه ويجد فى اثره يقول الحكيم سليمان ايضا كون النفس بلا معرفة ليس حسنا ام19: 2
ومع ذلك فان اخطا الانسان جهلا منه ثم علم بخطئه اصبح مطالبا بالاستغفار والتوبة ... فمع انه مسئول الى هذا الحد لكنه اقل مسئولية من العاّلم ( على وزن فاعل – علم – عكس جاهل -وليس الكرة الارضية )اذا اخطا والتاديب الذى يستحقة اقل مما يستحقه العالم .
واذن يجب ان نفرق بين خطئية من عالم وخطئية من جاهل .
ص155-157 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3-
الفاعل ومكانته الاجتماعية
هل هو رئيس ام مرؤس ؟ هل هو زعيم ام تابع ؟ اهو قائد ام جندى ؟ وهل هو ملك ام مملوك ؟ سيد او مسود ؟ ماهو مدى شهرته وذيوع صيته بين الناس ماهو تاثيره على المجتمع الانسانى ؟
فبقدر مايكون الانسان رفيعا ومرموقا من كثيرين وصاحب سلطان ونفوذ وسيادة ومنصب بقدر مايكون مسئولا عن افعاله وتصرفه ولن يمكن لضمير حى ان يسوى بينه وبين من يعلوه او يدنوه فى المرتبة.
فكما ارتفع المرء فى منصبه او مركزه الاجتماعى او الدينى او السياسى كان سلوكه اعمق اثرا فى حياة الافراد وعلى ذلك فهو اكثر مسئولية من غيرة عن افعاله ومدى موافقتها للخير والواجب .
وكان بنو عالى ( الكاهن ) بنى بليعال لم يعرفوا الرب ولا حق الكهنة من الشعب كلما ذبح رجل ذبيحة يجئ غلام الكاهن عند طبخ اللحم ومنشال ذو ثلاثة اسنان بيده فيضرب فى المرحضة او المرجل او المقلى او القدر وكل مايصعد به المنشل ياخذه الكاهن لنفسه ... ياتى غلام الكاهن ويقول للرجل الذابح اعط لحما ليشوى للكاهن ... فيقول له الرجل ليحرقوا اولا الشحم ثم خذ ما تشهتيه نفسك فيقول له لا بل الان تعطى والا فاخذ غصبا .... فكانت خطية الغلمان عظيمة جدا امام الرب لان الناس استهانوا تقدمه الرب 1صم 2: 12-17
ص157 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق