الفرق بين لفظى التطور والاسهاب فى التعليم الكنسى

الفرق بين لفظى التطور والاسهاب

لغويا
التطور
تَحَوَّلَ من طَوْر إلى طَوْر رَقَّى ، تَدَرَّجَ تَحَوَّلَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ
الاسهاب
التَّوَسُّعُ وَالتَّطْوِيلُ تَحَدَّثَ بِإِسْهاب أَسْهَبَ في حَدِيثِهِ أَوْ أَسْهَبَ الكَلاَمَ : أَطالَ ، تَوَسَّعَ
معجم المعانى الجامع
فهناك فرق بين اللفظ الذى يحمل فى طياته التحول من حال الى حال ولفظ يحمل فى طياته معنى الاسهاب فى الشرح
ولو طبقنا لفظ التطور على ما شهدته الكنيسة من استخدام الفاظا لتحديد القواعد الايمانية فى قوالب لفظية ودفعت اليها الكنيسة دفعا لمواجهة الهراطقة والفلاسفة لذهبنا مع هذا اللفظ ان القواعد الايمانية تحولت من طور الى طور ومن حال الى حال وهو مغاير للحقيقة ولكن القواعد والاسس الايمانية واحده التى تحدث عنها ديونسيوس او اثناسيوس او كيرلس او ذهبى الفم بل نتغافل عن نصوص ابائية تؤكد ان الاباء ما نطقوا به هو مسلم من الاباء السابقين لهم مثال هذا ما قاله اثناسيوس الرسولى
لنتامل فى تقليد ( تعليم ) الكنيسة الجامعة وتعاليمها وايمانها منذ البدء التى اعطاها الرب وكرز بها الرسل وحفظها الاباء على هذه تاسست الكنيسة ومن يسقط منها لا يعتبر مسيحيا ولا يدعى مسيحيا ص 11-81 رسائل اثناسيوس الرسولى عن الروح القدس طبع

القديس كيرلس يقول وليتنا نتعلم ونحفر هذه الكلمات فى عقولنا ...
فلتقتنع قداسكتم ...اننا نتتبع تعاليم الاباء القديسين من كل وجه وخاصة ابينا المبارك والمجيد جدا اثناسيوس طالبين باجتهاد ان لا نبتعد عنه فى اى شئ على الاطلاق وكنت اود ان اضيف ايضا اقتباسات كثيرة من الاباء لاعطى ثقة فى كلماتى الخاصة من كلماتهم .... ونحن لا نسمح باى صورة من الصور لاى شخص ان يهز الايمان المجيد ... اننا لانسمح لانفسنا او لاخرين ان تغير كلمة فيه او يحذف منه مقطع واحد متذكرين الذى قال لا تنقل التخم القديم الذى وضعه اباءوك رسالة 39 فقرة 7 رسائل القديس كيرلس ضد نسور الجزء الاول مركز الاباء.
اذن العقائد ولا التعليم الكنسى يتطور بل هو فى الاساس تقليدى تسليمى ولاتطور بمعنى التحول من حال الى حال.
ولكن هو فى الحقيقة اسهاب حسب مقتضيات الزمن والمكان والاشخاص والضرورة فعندما يتكلم اثناسيوس حول طبيعة المسيح لم يتكلم باسهاب كيرلس الذى عاصر البدعة ولكن كما اورد كيرلس ان اساس تعاليمه هو اثناسيوس والاباء الاولين وعندما تكلم اثناسيوس حول لاهوت المسيح ولاهوت الروح القدس اوضح ان هذا هو ايمان الاباء الاولين السابقين له ولكنه اسهب ى الشرح
كذلك اوغسطينوس الذى اسهب فى ايضاح الخطية الجدية وعمل النعمة فى الانسان او نعمل مقارنه بين امبروسيوس واثناسيوس عندما تكلما عن الروح القدس كلاهما تكلما من اوجه مختلفة ومتكامله مثل كتاب الاناجيل الاربعه حول شخص وعمل الفدائى للسيد المسيح
هل نقدر ان نقول ان هناك تطور حدث بعد انجيل مرقس ظهر فى انجيل لوقا او انجيل متى او يوحنا.
الايمان والعقيدة واحدة والكلمات واحدة تمسك بها الاباء واعترفوا بتمسكهم به ولكن هناك الاسهاب فى الشرح والقاعدة واحدة اسهاب فى الامثلة فى طرق الشرح حسب التقدم العلمى والتقنى ولكن ليس ان ننكر اسس او امور راسخة فى تعاليم الكنيسة من القرون الخمس الاولى ناتى نحن ونفضها عنا تحت اى مسمى.
ايها السادة انها حرب ضد ايمان الكنيسة شنها عدو الخير مع حواء عندما شكك فى كلام الله المسلم الى ادم والتى تسلمته منه حواء .
وههنا عدو الخير يشكك فى تعاليم الله المسلم الى القديسين بالفاظ محدودة كما شكك فى الفاظ الله التى نطق بها قديما وقال وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،
وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».تك 3: 1-5
احذروا من التلاعب بالالفاظ والتشكيك تحت بند التحرر اننا لسنا بالقامة الروحية كقامة حواء التى شكت فى كلام الله التى تسلمته من خلال ادم.اننا لسنا اعظم من اثناسيوس وكيرلس ونتعلم منهم التلمذه والخضوع لتعليم الاباء الاولين
واخير نتذكر ماقاله بولس جيدا:
وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ،
1تى4: 1
لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ
عب13: 9