-الفعل
1- من حيث قوامه الادبى ( شروطه وملائمته)
فعل السرقة يقوم فى سلب مال الغير سواء كان فكرة او شئيا عن غير رضاه واذا لم يكن المال مال الغير كأن يكون مال الشخص نفسه مثلا فلا يمكن ان نقول عن هذا الفعل انه سرقه كالمال المسروق من زوح سكير لايعرف حقوق زوجته واولادته فان اخذه منه على غير علمه وبالتالى على غير رضاه لا يعد سرقه لانه حق زوجته واولاده رد اليهم .
وبالمثل سلب العبرنيين للمصريين خ3: 2 لايعد سرقة لانهم استردوا بامر الله وهو القاضى بينهم وبين المصريين اجورهم المغصوبة من المصريين الذين استخدموهم بلا مقابل خر1: 11...
وفعل الصدقة لا يعتبر هكذا الا اذا كان بذلا لمال المحسن فى سبيل ذو ى الحاجة حبا فى الخير ذاته فلو كان عطاء من مال غيره او كان على قهر او اصطرار او طمعا فى مدح وطلب لمجد لم يكن فى هذه الحال او تلك . صدقة . ونما يصبح شئيا اخر يختلف فى طبيعته وقوامه الادبى على فعل الصدقة .
ثم ان الفعل يتقوم ( يتم تقييمه ) لا نظرا لاشراطه ( من الغير – على غير رضاه للسرقة او من الانسان وبالرضى والبذل للصدقة ) وقيودة فقط بل نظر لموافقته من حيث هو فعل ادبى لكائن عاقل فالصدقة وهى بذل وعطاء اختيارى تلائم غاية المحسن الطبيعية ( بما انه كائن عاقل ) لانها تعاون مع افراد المجتمع من جهة ولانها عمل يقربنا الى الله غايتنا القصوى من جهة اخرى اما فعل السرقة فلا يوافق هذه الغاية لانه يؤدى الى النفور ومن جهة اخرى لانه يبعدنا عن الله بقدر ما يبعدنا عن ارادته ص147-148 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
2- اسبابه
ماهى الاسباب التى حملت الفاعل على الفعل او ماهى الدوافع التى ارثارته فاندفع بها الفعل ؟.
فمن الناس من يقتل دفاعا عن نفسه لان لصا او عدوا هاجمه واراد ان يقتله او يسلبه شئيا ومنهم من يقتل دفاعا عن شرفه لانه راى شخصا يراود امراته او يخونه فيها فقتله او قتلها او قتلهما معا زمنهم من يقتل ردا لفعل مسئ اليه كمن يقتل قاتل اخيه او قريبة او كمن يسب او يشتم من اغاظة واذاه.... فمن يقتل دفاعا عن نفسه او دفاعا عن شرفه اهون شرا ممن يقتل غدرا او انتقاما او حسدا.
كذلك هناك من يزنى بدافع من صديق او مجاراة له او انسياقا لبيئه من اخوان اشرار وهناك من يزنى اثر اغراء عارض للخطئية من جانب فتاه او امراة فاجرة .. امالته اليها وراودة عن نفسها .
وهناك من يسرق دفعا لام الجوع فيه او فى اولاده او من يسرق اشتهاء لشئ يملكه اخر او حسدا له او من يسرق طمعا فى الغنى او الثروة ...
وهناك من يحلف تبريرا لنفسه فى امر يستحق التبرير وهناك من يحلف لغير داع ولكن على سبيل العادة.
وعلى كل حال يجب على الكاهن او المرشد ان يتبن السبب الدافع الى الفعل قبل ان يحكم على الفاعل ومدى مسئوليه فى الفعل .... فمن يتصدق ارضاء لنزعه السيطرة او ارضاء لحب الشهرة .... او الحاح القائم بالاعمال الخيرية لا يمكن ان يعتبر رحيما على الاطلاق ... وليس من العداله فى الحكم ... ان يسوى بين انسان كهذا وانسان اخر يتصدق بدافع العطف ... الوفاء لله او للكنيسة او بدافع من الشعور بالام المتالمين...فى كل فعل خير او شر يجب البحث فى الدافع والاسباب ص160-161 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3-1
كيفية الفعل
كيفية الفعل كيف فعل الفاعل؟ هل كان فعله بالفكر او القول او العمل اى هل كان فعله باطنيا ام ظاهريا خارجيا ؟ ...هل كان فعله ذهنيا ام واقعيا فان الخطا بالفعل شر من الخطا بالفكر لامن حيث النية والقصد ولكن من حيث نتيجة الفعل واثرها الظاهرى وانتقاله من شخص واحد الى كثيرين فمن يشتهى امراة فقد زنى بها فى قلبه ولكن ان زنى بها بالفعل فقد دنس عفته وعفتها وصار عثرة لاخرين وماجرت فعلته الى نتائج شخصية وعائلية واجتماعية بعيدة المدى وعظيمة الاثر .
فان كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل كان فيه مرغما مجبورا او هو مختار جاء شريعة الله ان الفتاة المخطوبة اذا زنى بها رجل دون ان تصرخ وتستغيث اى كان ذلك منها بمحض رضاها فانها ترجم مع من زنى بها يموتا معا اما ان كان الرجل قهرها ... وقد استغاثت وصرخت... فالرجل يقتل وحده اما الفتاة فيعف عنها لانها لم تفعل بارادتها تث22: 23 ....
واذا كان الفعل باطنيا او ظاهريا فهل كان فعل سهوا ام عمدا. - بانتباه او بغير انتباه فان من يفعل عمدا او انتباها اعظم مسئولة ممن يفعل سهوا وبغير انتباه سواء فى الخير اة الشر خر21: 12.
وان كان الفعل ذهنيا او واقعيا كان قعله ببساطة قلب او كان خبيثا وغدرا ...
وان كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل كان الفاعل جاهلا بالنتائج المترتبة على فعله ام كان عالما بها او ببعض منها على الاقل ؟ فان كذب انسان فى موقف ما اعتقادا منه انه لا ينتج عن كذبه سوى فائدة او بضع فوائد فان التاديب الذى يستحقة على خطئينه اقل من تاديب يستحقه لو انه كان عارفا بالنتائج المترتبة علىهذا الكذب ص157-158 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
واذا كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل فعله الفاعل بلذه او بتململ وضجر ؟ فان اللذه فى الفعل تجعله اوفر استحقاقا للجزاء فمن يتصدق بفرح وسرور يكون حظة من القرب الى الله وحظة من تقدسر الضمير السليم اعظم... من يتصدق وهو متضجر متململ متذمر ....
اما من جهة الشر فان من يفعل بلذة اكثر استحقاقا للعقاب ممن يفعل بضجر 2كو9: 7+ ام1: 25+مز122: 1+رو1: 32+ مز40: 14....
واذا كان فعل ذهنيا او واقعيا فهل فعل فى الخفاء او علانية؟ فان من يفعل وهو يخش الناس اقل مرتبة فى شره ممن يفعل وهو لا يخشى احدا او من يفعل فخوا امام الخلق بما فعل لان الشرير يفتخر بشهوات قلبه مز10: 3.
اما من يفعل الخير سرا فهو اجدر بالجزاء الصالح ممن يفعل امام الناس فلاوال اعمق ايمانا واكثر زهدا لمديح الناس واطرائهم وابوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك مت6:6
واذا كان قد فعل فهل فعل بوحى نفسه ام بالاشتراك مع غيره فان من يشترك فى مؤامرة يتقاسم معه الاخرون مسئولية الجريمة وكذلك من يفعل الخير بمفردة يستاثر بجزائه دون غيره ص159 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
4- من حيث مكانه
لبعض المواضع قدسية وحرمه يجب مراعتها ولذا فان الجريمة التى ترتكب فى هذه المواضع جريمة نكراء وتفوق فى شناعتها وجسامتها وثقل وزرها على الجريمة التى ترتكب فى غير هذه الاماكن المقدسة فمن يزنى بمنازل الافاضل او مواضع القديسين او فى الكنائس ....او الهياكل او الاديرة ليس كمن يزنى فى بيوت الدعارة واماكن الفسق والفجور ... وهكذا من يسرق او يختلس او يظلم او يكذب او يشتم او يجدف او يسمر فى المواضع المقدسة ليس كمن يفعل ذلك فى مكان اخر ولذا تغيظ الرب ونهض بقوة عظيمة يقاوم الشرور التى كانت ترتكب فى الهيكل المقدس قائلا بيتى بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص مت 21: 13 زقد اوصى رجال الله بوجوب الحرص على كرامة الاماكن الطاهرة كالاديرة والكنائس والهياكل ومن اقوال القديس الانبا شنودة لا تنجسوا بيوت الله وهياكله ولا تملاوها من الزوانى ص172+173 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
5- من حيث زمانه
يجب على المرشد ان يتحقق ايضا فى زمان الفعل فان هناك ازمنة معينة قد خصها الشرع بعناية شديدة واعتبر الخطا فيها افدح واعظم مما لو ارتكبت فى ازمنة غيرها نظرا لقدسية هذه الايام وجلال المعانى التى ارتبطت بها مثل ايام الاصوام والاحاد والاعياد السيدية واعياد الملائكة والقديسين .
فان من يزنى او يظلم او يخاصم او يقتل فى هذه الاام متغافلا عن كرامتها وقدسيتها متلهيا بالشر والحقد والفساد عن التامل فى مناسبات وحوادث هذه الايام العظيمة هو فى الحقيقة شر ممن يصنع هذه الامور فى غير هذه الايام وهو اولى بتاديبات اشد لينتبه الى عظم شره.
واذا كانت الشريعة اليهودية والمسيحية تحذر من الاتصالات الجنسية المشروعة فى ايام الاصوام ... والليالى التى يشرع المؤمن فى التناول فى نهارها فكم اذن تكون جريمة من يقدم فيها على الشر غير المشروع ص173-174 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
تم
اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق