فقرات من اللاهوت الادبى لنيافة الانبا غريغوريوس
الفاعل
1- من حيث مكانته الادبية
هل الفاعل رجل مشهور بالفضل والتقى ام هو رجل عادى ام رجل شرير ؟ وهل هو علمانى ام هو رجل من طغمة الاكليروس وفى اى درجة من درجات الكهنوت ؟ هل هو شماس ام قسيس ام اسقف ؟ واذا كان فى درجة الشماسية ففى اى مرتبه من مراتبها هل هو نائب شماس او شماس او رئيس شمامسة ؟ واذا كان قسيسا فما هى درجته وان كان اسقفا فهل هو اسقف او مطران او بطريرك؟ .
فكلما ارتقى المرء فى درجات الكهنوت كانت مسئوليته الادبية اكبر لانه اقيم على وزنات اكثر وتصبح خطئيته المخالفة افظع واجسم وكلما كان الشخص فى درجة من الفضيلة والكمال كان سقوطة فى الخطا اولى جدا بعناية المرشد او الكاهن لانه بارتفاع الانسان فى مركز الادبى ترتفع مسئوليته الادبية.
ثم هل هو من طغمة الرهبنة ام لا فهذه الطغمة الجليلة قد اختارت لنفسها حياة تقتضى زهدا ونسكا وتقشفا وعزلة واعتكافا ووفرة تعبد واتضاع واحتقار للمظاهر الخارجية .
يجب الا يسوى امام محكمة الضمير بين خطا وقع فيه اثنان احدهما يضعه الشرع فى مرتبة ادبية اعلى واسمى من رفيقة ويجب ان تختلف العقوبة او التاديب المفروض على كل منهما وان يفرق فى تقدير مسئولية كل منهما .
جاء فى التوراه ان من يزنى يقتل رجل كان او امراة خر22:21 اما اذا كانت الزانية ابنة لكاهن فقال الله فيها واذا تدنست ابنه كاهن بالزنى فقد دنست اباها بالنار تحرق لا21: 9
ص154-155 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
2-
من حيث مكانته العلمية
هل الفاعل عالم بالشريعة او جاهل بها .
فمن العدالة ان يحاسب الانسان على قدر درجته من العلم والعرفان ( المعرفة ) ولذا يقول السيد المسيح . اما ذلك العبد الذى يعلم ارادة سيدة ولم يستعد ولا صنع بحسب ارادته فسيضرب كثيرا والذى لا يعلم ويصنع مايستوجب به الضرب فسيضرب قليلا وكل من اعطى كثيرا يطالب بكثير ومن استودع كثيرا يطالب منه اكثر لو12:47-48.
....ويقول الرسول ايضا عن نفسه ) انا ) الذى كنت قبلا مجدفا ومضهدا وانسان طاغيا ولكننى رحمت لانى صنعت ( ذلك ) بجهل ( كما كنت ) كافرا 1تى 1: 13
واذن فمن يخطئ وهو يعلم ليس كمن يخطئ وهو يجهل فهو فضلا عن انه مسئول عن الخطا الذى ارتكبه فانه بعلمه اصبح مشهورا وقدوة ومثالا لكثيرين.
فسقطته فى الخطئية ليست لسقطت الجاهل لانه سيعثر كثرين ويشكك فى الفضيلة نفوس الذين يتمثلون به ويتعلمون منه .
ولكن حذار من ان تظن ان الجهل بالشريعة خير من العلم بها فان الجاهل مسئول مسئولية عن جهالته اذ كان فى مقدروة ان يطلب العلم ولم يطلبه ويجد فى اثره يقول الحكيم سليمان ايضا كون النفس بلا معرفة ليس حسنا ام19: 2
ومع ذلك فان اخطا الانسان جهلا منه ثم علم بخطئه اصبح مطالبا بالاستغفار والتوبة ... فمع انه مسئول الى هذا الحد لكنه اقل مسئولية من العاّلم ( على وزن فاعل – علم – عكس جاهل -وليس الكرة الارضية )اذا اخطا والتاديب الذى يستحقة اقل مما يستحقه العالم .
واذن يجب ان نفرق بين خطئية من عالم وخطئية من جاهل .
ص155-157 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3-
الفاعل ومكانته الاجتماعية
هل هو رئيس ام مرؤس ؟ هل هو زعيم ام تابع ؟ اهو قائد ام جندى ؟ وهل هو ملك ام مملوك ؟ سيد او مسود ؟ ماهو مدى شهرته وذيوع صيته بين الناس ماهو تاثيره على المجتمع الانسانى ؟
فبقدر مايكون الانسان رفيعا ومرموقا من كثيرين وصاحب سلطان ونفوذ وسيادة ومنصب بقدر مايكون مسئولا عن افعاله وتصرفه ولن يمكن لضمير حى ان يسوى بينه وبين من يعلوه او يدنوه فى المرتبة.
فكما ارتفع المرء فى منصبه او مركزه الاجتماعى او الدينى او السياسى كان سلوكه اعمق اثرا فى حياة الافراد وعلى ذلك فهو اكثر مسئولية من غيرة عن افعاله ومدى موافقتها للخير والواجب .
وكان بنو عالى ( الكاهن ) بنى بليعال لم يعرفوا الرب ولا حق الكهنة من الشعب كلما ذبح رجل ذبيحة يجئ غلام الكاهن عند طبخ اللحم ومنشال ذو ثلاثة اسنان بيده فيضرب فى المرحضة او المرجل او المقلى او القدر وكل مايصعد به المنشل ياخذه الكاهن لنفسه ... ياتى غلام الكاهن ويقول للرجل الذابح اعط لحما ليشوى للكاهن ... فيقول له الرجل ليحرقوا اولا الشحم ثم خذ ما تشهتيه نفسك فيقول له لا بل الان تعطى والا فاخذ غصبا .... فكانت خطية الغلمان عظيمة جدا امام الرب لان الناس استهانوا تقدمه الرب 1صم 2: 12-17
ص157 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
4-
من حيث حصانته المادية
فان من يسرق وهو غنى اشر ممن يسرق وهو فقير ولذلك فمسئوليته اعظم وعقابه اشد . فاذ عف الفقير عن الخيانة او السرقة واحتمل الم الحرمان فى نزاهه وامانة فانه خير وافضل ممن يعف عن السلب وهو غنى ...
كما ان من يزنى وهو متزوج اكبر جرما ممن يزنى وهو اعزب ( كلاهما مجرمان ولكن والواحد يفوق الاخر ) فذاك محصن بحصن الزواج وهذا اعزل من هذا السلاح ولذلك يستحق قصاصا اوفر وحكما اشد صرامة ...
وجب على المتزوج ان يعتبر نفسه افدح خطا واكثر استحقاقا للعقوبة ووجب على الكاهن او المرشد ان يفرق فى تحديد مسئولية كل منهما امام الضمير وامام الشريعة ....
كذلك من ينكر الايمان ويجحد المسيح وهو فى زمن السلم ليس كمن ينكره وهو فى وقت الضيق او زمان الاضطهاد اولالهما اشر من الاخر ص153-154 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
5-
جنس الفاعل
هل الفاعل ذكر ام انثى فان مسئولية الذكر فى بعض الجرائم اعظم من مسئولية الانثى كما ان مسئولية الانثى فى بعضها الاخر اكبر وافدح .
فالمراة ان قتلت اعظم جرما من الرجل اذا قتل وبالتالى فهى اكثر ااستحقاقا للعقوبة لانها كانت اكثر خروجا عن طبعها وكذلك اذا ذنت لانها متمتعه بحصانه طبيعية واجتماعية اكثر من الحصانة التى يتمتع بها الرجل .
والرجل ان جبن ( صار جبان) وخاف وانثنى ( تراجع ) عن راى سديد ومبدا صالح تكون مسئوليته فى هذا كله اكبر من مسئولية المراة ولذلك كان عقاب ادم صارما مع انه لم يكن البادئ بالخطا .
وقال لادام لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التى اوصيتك قائلا لا تاكل منها معلونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك تك3: 17-18
ص150 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
6- سن الفاعل
هل الفاعل طفل ام شاب ام شيخ ؟ فان الطفل الذى يكذب مسئوليته ليست كمسئولية الشاب او الشيخ .
اذ الطفل قد يكذب جهلا او ربما من فرط خياله الجامح وهو غير مسئول ادبيا لانه لم يستوف سن التمييز الادبى ومسئولية الشيخ الذى يزنى اعظم من مسئولية الشاب اذ الشيخ اكبر سنا فهو ارجح عقلا واهدا طبعا واسكن مزاجا واكثر اتزانا وحكمة .
يقول يشوع بن سيراخ. ثلاثة تبغضهم نفسى وتمقت حياتهم – الفقير المتكبر والغنى الكذاب والشيخ الزانى الفاقد الفهم يشوع بن سيراخ 25: 3-4
فان قام الشاب بامر نبيل وحفظ عفافه بطهر وجب مدحه وتشجيعه اكثر من الشيخ وان ارتكب الشيخ امرا شائنا وجب ذمه وتوبيخه اكثر من الشاب ص149 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
7-
من حبث مستواه الذهنى والفكرى
هل الفاعل عاقل ام مجنون؟ وان كان عاقلا فهل هو عبقرى ام عادى ام غبى ؟ هل هو قوى لذاكرة او ضعيف الذاكرة ؟ هل هة حاضر البديهه ام بليد الذهن وبطئ التفكير ؟... كل هذه الاسئلة يجب ان يجيب المء عليها قبل ان يحكم باسم الضمير على صاحب الفعل بالجزاء المناسب فلكما كان مست\واه العقلى عالى وملكاته الفكرية ممتازة اصبح اكثر مسئولية عن فعله واصبح اكثر استحقاقا للعقوبة اذا اساء الفعل... ولقد راينا ان ضمير الانسان يزداد ارهافا وظهور اذا كان يتمتع بعقلية ذكية وبديهية حاضرة واحكامة على الافعال والاقوال اكثر صواب واوفر دقة واحكاما ... وان نسبة المجرمين بين الاغبياء اعظم الى قدر كبير منها بين الاذكياء العباقرة.. ص152-153 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
من حبث الاستعداد النفسى .
الاستعداد النفسى هو مجموع ميوله ونزعاته وطباعة ونوع مزاجه واتجاهاته الشعورية والعاطفية ... فكلما كانت لنا ارادة قوية استطعنا مغالبة الاتجاهات الجامعة وامكننا ان نستغل هذه العوامل بما يبنى شخصيتنا بناء قويما واذن فالارادة هى الموجه الاكبر والسيد الاعظم على مملكة الافعال الانسانية ولما كان الناس يختلفون فى ارادتهم فلابد ان يظهر اثر هذه العوامل النفسية فى حياتهم وعلى ذلك كان يجب ان نعترف بما لهذه العوامل الباطنية من تاثير على السلوك ... فالمرشد الصالح يجب ان يدخل فى اعتباره هذه العوامل الباطنية عندما يشخص حالة الخاطئ وحينما يقدم له العلاج وقبل ان يحدد مدى مسئولية الفاعل فى فعله خيرا كان ام شرا ص152-153 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
2-المفعول به
1- طبيعة المفعول به
هل هو الله ام ملاك ام انسان؟ فان من يجدف على الله او ينكر اقوال الوحى او يحارب الكنيسة او يقاوم اعمال الله شر ممن يخطئ الى انسان بقدر مايسمو الله فى طبيعته عن الانسان ومن يقدم على هذا الشر العظيم يعرض ذاته لعقاب لايملك اتقاء شره ...قال الرسول مخيف هو الوقوع بين يدى الله الحى عب10: 31 لهذا كانت جريمة ادم غير محدودة فى جسارتها لانها فعلت ضد طبيعة الله غير المحدودة وهذا هو سر الفداء المجيد .
فاذا كان المسّاء اليه الملاك كان الخطا جسيما بقدر طبيعة الملاك الروحانية والتى هى اسمى من طبيعة الانسان من اجل هذا قال لحكيم الجامعة . ولاتقل قدام الملاك انه سهو لماذا يغضب الله على قولك ويفسد عمل يديك جا5: 6 لو1: 19-20
كذلك من يزنى ببهيمة احط ممن يزنى ببشر فهذه خطئية تدل على منتهى الاهانة للطبع الادامى وعلى منتخى الانحطاط فى التفكير الجنسى وعلى سوء استخدام الغرائز والميول الجنسية ... انه فاحشة لا20: 15+خر22: 9+لا18: 23.
ارايت اذن الى ان طبيعة المفعول به الهية كانت او ملائكية او بشرية او حيوانية يكون لها قيمة فى تقدير مدى مسئولية الفعل فى جريمته فسمو الطبيعة او انحطاطها عن الانسان يزيد من قيمة الجرم لان فى الحالة الاولى ( سمو الطبيعة ) يدل على جسارة المخطئ وفساد قلبه وفى الحالة الثانية ( انحطاط طبيعة المفعول به عن الانسان ) يدل على انحطاط تصوره ووضاعة خلقة وشخصه ونزوله الى درك ( منزلة سفلى ) احط من درك الحيوان الذى لا يقترب الا الى حيوان من جنسه ومن طبعة ص163 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
2- سن المفعول به
هل المفعول به يكبر الفاعل او يصغر ؟ فان من يخطئ الى شخص يصغرة او يستوى معه فى السن ليس كمن يخطئ الى شخص يكبره ومن يخطئ الى ولد ليس كمن يخطئ الى رجل او شيخ فكلما كان المفعول به متقدما فى السن كان الخطا فى حقه جسيما واستوجب عقابا جسيما فاذا كذبت على شيخ او اهنته او ضربته او شتمته كان خطاك اعظم مما لو صدر منك ضد شاب او ولد هكذا اذا احسنت الى شيخ فتادبت فى محضره او تحدثت اليه بما يليق بسنه او اعنته ليجلس او يقف او يصل الى مكان ...كان فعلك هذا بشيخ ...احق بالجزاء الصالح مما لو كان مع شاب او رجل .
كذلك من يرى طفلا تائها فتحنو عليه ويطعمه وياويه ويبلغه اهله اكثر استحقاقا للثواب ممن يفعل هذا مع شاب او رجل .
ومع ذلك فقد يختلف هذا الحكم بالنسبة لفعل اخر يكون ضد ولد اشر مما لو كان ضد رجل كمن يخدع ولد ساذجا عن امر فارشده اليه خطا فهلك اومات بسببه فانه فعل شرا مما لو خدع شاب او رجل له من عقله ما يمكنه الى حد ما ان يجنب نفسه الهلاك .
ومهما يكن الامر فان المسئولية تختلف وفقا لسن المفعول به ص164 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3- جنس المفعول به
هل المفعول به ذكر او انثى ؟ فمن يضرب امراة او يشتمها او يظلمها يكون مستحقا للعقوبة اكثر ممن يضرب او يهين او يشتم او يظلم رجلا لان المراة اكثر رقة وشعورا واولى بالعطف (!!!) وحسن المعاملة .... اما من يفعل خيرا بامراه فيريحها او ينشط ( ينهض ويسعى ) لمساعدتها او يرحمها ويعينها يكون اكثر استحقاقا للثواب ممن يفعل خيرا مع رجل لان المراة اكثر استحقاقا للعطف عن الرجل.
ومن يتلف رجلا فيعتدى علي عفائه شر ممن يفسد عفة امراة لانه لا يتورع عن افساد امراة ايضا من بلغ به الشبق ( الشهوة والرزيلة ) الى معاملة الرجال معاملة النساء مضاجعة الذكور شر عظيم وهى ابلغ فى الجريمة من خطئية الزنى لا20: 3+ رو1: 27
فاذا تعدت المراة حدودها ونزعت برقع حيائها وتجاسرت على الرجل كانت احق بالعقوبة من امراة شريرة لا تجسر على ذلك تث25:11-12 ص164-165 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
4- المفعول به وحصانته المادية
ان من يخطئ الى فتاة ... وهى تابى شر ممن بخطئ الى فتاة ترضى ذلك لان رغبته فى الشر قويت حتى انه سعى وبذل جهدا فى قهرها على الخطا على الرغم ( ضد ) ارادتها .
قالت الشريعة (إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ.إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ.وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلاَ تَفْعَلْ بِهَا شَيْئًا. لَيْسَ عَلَى الْفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ، بَلْ كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هكَذَا هذَا الأَمْرُ. إِنَّهُ فِي الْحَقْلِ وَجَدَهَا، فَصَرَخَتِ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ.تث 22: 22-29)
اما من ينجو من فخ فتاة ارادت ان يصنع بها شرا فهو خير الف مرة ممن ينجو من الاثم لعائق خارجى ( اى منع من اتمام الاثم لسبب خارجى وليس لارادته الحرة)
5- المركز المالى للمفعول به
من يسرق من فقير شر ممن يشرق من غنى ىن الفقير معوز ومحتاج والسرقة من الفقير اختلاس وسلب لضروريات حياته فهى جريمة تدل على نذالة وعلى انعدام الشعور الانسانى فى مرتكبها ومن يحترم فقيرا او يكرمه ويكلمة بادب ولياقة خير من يحترم غنيا لان من يفعل ذلك فى الحقيقة نبيل وشريف لايهاب الغنى لغناه ولا يحتقر الفقير لفقره وانما له مقاييس اخرى باطنية اعمق واغور( اعمق ) من المقاييس المادية ولها فثوابه اعظم ص165-166 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
6- المفعول به ومركزه الروحى
ان الذى يعتدى او يسئ الى سمعة الكاهن اشر ممن يسئ الى سمعة العامى – احد افراد الشعب – لان الكاهن ذو مركز روحى ارفع من مركز العامى العلمانى فالشخص الذى يهينه اكثر درجة فى رذيلة الاستهتار اذ هو بالطبع لن يتورع عن اهانة العامى فضلا عن الكاهن ولانه يوجد اشخاص يشتمون الاخرين ولكنهم يوقورن الكهة فهم اقل شرا من الاولين .
كذلك من يسرق اموال الكنيسة شرا ممن يشرق مال احد اخر ومن يلعن القديسين كهنة او غير كهنة شر جدا ممن يلعن الاشرار او على الاقل عامة الناس لانه لا يمكن ان يصل الى هذه الحالة الا بعد ان يكون قد ملك الشر والخبث فاصبح له طبيعة ثانية كما ان من يكذب على الكاهن ليس كمن يكذب على غير الكاهن اع 5 :3-4 .
اما من يحتمل تصرفات الاشرار معه بصبر فهو مستحق للثواب اكثر ممن يعايش قديسين لا يستمع منهم اشياء تثير الحقد او الغيظ او الغضب ص166 -167 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
7- الفعول به ومركز القرابةغمن يزنى بقريبته له شر ممن يزنى بغريبة لانه نجس قريبته واساء الى عائلته واذا كان الزواج وهو مقدس لايحل بين ذوى القرب فى بعض الحدود فكيف لايكون خطا النزنى بالقريبة اعظم ؟ وكلما كانت القرابة شديدة كان الخطا اعظم ذلك انه يدل على سوء نظرة صاحبة وعلى فساد سريرته وايغاله( امعانه او بالغ فى )فى افكاره الشريرة وعلى خيانة لعمه او خاله او قريبة فى ابنته او امراته تث27: 20-23+لا 20: 9-21 .
كذلك المراة التى تدبر مؤامرة لفضيحة زوجها او ابيها او اخيها او قريبها او تشهر باحد منهم شر من امراة تضر بغير زوجها او قريبها لانها حينئذ تكون امراة داعرة غير مبالية ومستهترة متمردة وليست موذية فقط .
ومن سب اباه او يضربه شر ممن يسئ الى شخص اخر لان من يسئ الى والديه الذين ربياه وبذلا من اجله حياتهما لن يتورع عن اهانة اى شخص اخر خر21:15+ تث27 :16.
اما من يحسن الى غريب ... فهو مستحق لثواب اكثر ممن يحسن الى قريبة فقط ذلك ان الاهتمام بالقريب امر طبيعى 1تى15: 8 اما العناية بالغريب فدليل على التمكن فى فضيلة المحبة ....يجب اذن على المرشد او الكاهن ان يتحقق فى نسبة المفعول به الى الفاعل ص167-168 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3-الفعل
1- من حيث قوامه الادبى ( شروطه وملائمته)
فعل السرقة يقوم فى سلب مال الغير سواء كان فكرة او شئيا عن غير رضاه واذا لم يكن المال مال الغير كأن يكون مال الشخص نفسه مثلا فلا يمكن ان نقول عن هذا الفعل انه سرقه كالمال المسروق من زوح سكير لايعرف حقوق زوجته واولادته فان اخذه منه على غير علمه وبالتالى على غير رضاه لا يعد سرقه لانه حق زوجته واولاده رد اليهم .
وبالمثل سلب العبرنيين للمصريين خ3: 2 لايعد سرقة لانهم استردوا بامر الله وهو القاضى بينهم وبين المصريين اجورهم المغصوبة من المصريين الذين استخدموهم بلا مقابل خر1: 11...
وفعل الصدقة لا يعتبر هكذا الا اذا كان بذلا لمال المحسن فى سبيل ذو ى الحاجة حبا فى الخير ذاته فلو كان عطاء من مال غيره او كان على قهر او اصطرار او طمعا فى مدح وطلب لمجد لم يكن فى هذه الحال او تلك . صدقة . ونما يصبح شئيا اخر يختلف فى طبيعته وقوامه الادبى على فعل الصدقة .
ثم ان الفعل يتقوم ( يتم تقييمه ) لا نظرا لاشراطه ( من الغير – على غير رضاه للسرقة او من الانسان وبالرضى والبذل للصدقة ) وقيودة فقط بل نظر لموافقته من حيث هو فعل ادبى لكائن عاقل فالصدقة وهى بذل وعطاء اختيارى تلائم غاية المحسن الطبيعية ( بما انه كائن عاقل ) لانها تعاون مع افراد المجتمع من جهة ولانها عمل يقربنا الى الله غايتنا القصوى من جهة اخرى اما فعل السرقة فلا يوافق هذه الغاية لانه يؤدى الى النفور ومن جهة اخرى لانه يبعدنا عن الله بقدر ما يبعدنا عن ارادته ص147-148 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
2- اسبابه
ماهى الاسباب التى حملت الفاعل على الفعل او ماهى الدوافع التى ارثارته فاندفع بها الفعل ؟.
فمن الناس من يقتل دفاعا عن نفسه لان لصا او عدوا هاجمه واراد ان يقتله او يسلبه شئيا ومنهم من يقتل دفاعا عن شرفه لانه راى شخصا يراود امراته او يخونه فيها فقتله او قتلها او قتلهما معا زمنهم من يقتل ردا لفعل مسئ اليه كمن يقتل قاتل اخيه او قريبة او كمن يسب او يشتم من اغاظة واذاه.... فمن يقتل دفاعا عن نفسه او دفاعا عن شرفه اهون شرا ممن يقتل غدرا او انتقاما او حسدا.
كذلك هناك من يزنى بدافع من صديق او مجاراة له او انسياقا لبيئه من اخوان اشرار وهناك من يزنى اثر اغراء عارض للخطئية من جانب فتاه او امراة فاجرة .. امالته اليها وراودة عن نفسها .
وهناك من يسرق دفعا لام الجوع فيه او فى اولاده او من يسرق اشتهاء لشئ يملكه اخر او حسدا له او من يسرق طمعا فى الغنى او الثروة ...
وهناك من يحلف تبريرا لنفسه فى امر يستحق التبرير وهناك من يحلف لغير داع ولكن على سبيل العادة.
وعلى كل حال يجب على الكاهن او المرشد ان يتبن السبب الدافع الى الفعل قبل ان يحكم على الفاعل ومدى مسئوليه فى الفعل .... فمن يتصدق ارضاء لنزعه السيطرة او ارضاء لحب الشهرة .... او الحاح القائم بالاعمال الخيرية لا يمكن ان يعتبر رحيما على الاطلاق ... وليس من العداله فى الحكم ... ان يسوى بين انسان كهذا وانسان اخر يتصدق بدافع العطف ... الوفاء لله او للكنيسة او بدافع من الشعور بالام المتالمين...فى كل فعل خير او شر يجب البحث فى الدافع والاسباب ص160-161 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
3-1
كيفية الفعل
كيفية الفعل كيف فعل الفاعل؟ هل كان فعله بالفكر او القول او العمل اى هل كان فعله باطنيا ام ظاهريا خارجيا ؟ ...هل كان فعله ذهنيا ام واقعيا فان الخطا بالفعل شر من الخطا بالفكر لامن حيث النية والقصد ولكن من حيث نتيجة الفعل واثرها الظاهرى وانتقاله من شخص واحد الى كثيرين فمن يشتهى امراة فقد زنى بها فى قلبه ولكن ان زنى بها بالفعل فقد دنس عفته وعفتها وصار عثرة لاخرين وماجرت فعلته الى نتائج شخصية وعائلية واجتماعية بعيدة المدى وعظيمة الاثر .
فان كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل كان فيه مرغما مجبورا او هو مختار جاء شريعة الله ان الفتاة المخطوبة اذا زنى بها رجل دون ان تصرخ وتستغيث اى كان ذلك منها بمحض رضاها فانها ترجم مع من زنى بها يموتا معا اما ان كان الرجل قهرها ... وقد استغاثت وصرخت... فالرجل يقتل وحده اما الفتاة فيعف عنها لانها لم تفعل بارادتها تث22: 23 ....
واذا كان الفعل باطنيا او ظاهريا فهل كان فعل سهوا ام عمدا. - بانتباه او بغير انتباه فان من يفعل عمدا او انتباها اعظم مسئولة ممن يفعل سهوا وبغير انتباه سواء فى الخير اة الشر خر21: 12.
وان كان الفعل ذهنيا او واقعيا كان قعله ببساطة قلب او كان خبيثا وغدرا ...
وان كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل كان الفاعل جاهلا بالنتائج المترتبة على فعله ام كان عالما بها او ببعض منها على الاقل ؟ فان كذب انسان فى موقف ما اعتقادا منه انه لا ينتج عن كذبه سوى فائدة او بضع فوائد فان التاديب الذى يستحقة على خطئينه اقل من تاديب يستحقه لو انه كان عارفا بالنتائج المترتبة علىهذا الكذب ص157-158 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى
واذا كان الفعل ذهنيا او واقعيا فهل فعله الفاعل بلذه او بتململ وضجر ؟ فان اللذه فى الفعل تجعله اوفر استحقاقا للجزاء فمن يتصدق بفرح وسرور يكون حظة من القرب الى الله وحظة من تقدسر الضمير السليم اعظم... من يتصدق وهو متضجر متململ متذمر ....
اما من جهة الشر فان من يفعل بلذة اكثر استحقاقا للعقاب ممن يفعل بضجر 2كو9: 7+ ام1: 25+مز122: 1+رو1: 32+ مز40: 14....
واذا كان فعل ذهنيا او واقعيا فهل فعل فى الخفاء او علانية؟ فان من يفعل وهو يخش الناس اقل مرتبة فى شره ممن يفعل وهو لا يخشى احدا او من يفعل فخوا امام الخلق بما فعل لان الشرير يفتخر بشهوات قلبه مز10: 3.
اما من يفعل الخير سرا فهو اجدر بالجزاء الصالح ممن يفعل امام الناس فلاوال اعمق ايمانا واكثر زهدا لمديح الناس واطرائهم وابوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك مت6:6
واذا كان قد فعل فهل فعل بوحى نفسه ام بالاشتراك مع غيره فان من يشترك فى مؤامرة يتقاسم معه الاخرون مسئولية الجريمة وكذلك من يفعل الخير بمفردة يستاثر بجزائه دون غيره ص159 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
4- من حيث مكانه
لبعض المواضع قدسية وحرمه يجب مراعتها ولذا فان الجريمة التى ترتكب فى هذه المواضع جريمة نكراء وتفوق فى شناعتها وجسامتها وثقل وزرها على الجريمة التى ترتكب فى غير هذه الاماكن المقدسة فمن يزنى بمنازل الافاضل او مواضع القديسين او فى الكنائس ....او الهياكل او الاديرة ليس كمن يزنى فى بيوت الدعارة واماكن الفسق والفجور ... وهكذا من يسرق او يختلس او يظلم او يكذب او يشتم او يجدف او يسمر فى المواضع المقدسة ليس كمن يفعل ذلك فى مكان اخر ولذا تغيظ الرب ونهض بقوة عظيمة يقاوم الشرور التى كانت ترتكب فى الهيكل المقدس قائلا بيتى بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص مت 21: 13 زقد اوصى رجال الله بوجوب الحرص على كرامة الاماكن الطاهرة كالاديرة والكنائس والهياكل ومن اقوال القديس الانبا شنودة لا تنجسوا بيوت الله وهياكله ولا تملاوها من الزوانى ص172+173 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
5- من حيث زمانه
يجب على المرشد ان يتحقق ايضا فى زمان الفعل فان هناك ازمنة معينة قد خصها الشرع بعناية شديدة واعتبر الخطا فيها افدح واعظم مما لو ارتكبت فى ازمنة غيرها نظرا لقدسية هذه الايام وجلال المعانى التى ارتبطت بها مثل ايام الاصوام والاحاد والاعياد السيدية واعياد الملائكة والقديسين .
فان من يزنى او يظلم او يخاصم او يقتل فى هذه الاام متغافلا عن كرامتها وقدسيتها متلهيا بالشر والحقد والفساد عن التامل فى مناسبات وحوادث هذه الايام العظيمة هو فى الحقيقة شر ممن يصنع هذه الامور فى غير هذه الايام وهو اولى بتاديبات اشد لينتبه الى عظم شره.
واذا كانت الشريعة اليهودية والمسيحية تحذر من الاتصالات الجنسية المشروعة فى ايام الاصوام ... والليالى التى يشرع المؤمن فى التناول فى نهارها فكم اذن تكون جريمة من يقدم فيها على الشر غير المشروع ص173-174 موسوعة اللاهوت الادبى للمتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى.
تم