لكن الناس اذ استخفوا بالامور الافضل ورفضوا ادراكها بداوا يبحثون عن الامور الاقرب اليهم التى فضلوها على تلك ( التامل فى الله) اوقعوا نفوسهم فى حبائل الملذات الجسدية فاضطربت نفوسهم وارتبكت بكل انواع الشهوات بينما نسوا كلية القوةالتى نالوها اصلا من الله
على ان صحةهذا تتبين فى الانسان الذى خلق اولا كما تخبرنا الكتب المقدسة عنه لانه هو ايضا طالما كان عقله مركزا فىالله ومداوما على التامل فى الله كان متحولا عن التامل فى الجسد لكنه عندما ابتعد عن التفكير فى الله بمشورة الجسد وبدا يتامل فى نفسه فانهما لم يترديا الى شهوات الجسد فحسب بل عرفا انهما عريانان واذا عرفا هذا خجلا فقرة 1-2-3 فصل 3
واذا ابتعدت عن التامل فى الامور العقلية واستخدمت الاقصى حد كل نواحى نشاط الجسد وتلذذة فى التامل فى الجسد ورات ان الملذات جيده لها فانها ضلت واساءت استعمالها اسم الخير
وظنت ان الملذات هى خلاصة الخير
( تحول الشر الى خير والخير الى شر فى فكر الانسان )
كما لو اصيب انسان بافة فى عقله وطلب سيفا ليشهره ضد كل من لقيه وظن ان هذا هو العقل السليم
علىان الخير هو الموجود والشر هو العدم
اذن فاننى اقصد بالموجود ماهو خير لان له مماثلةفى الله الموجود
واقصد بالعدم ماهو شر لانه ينحصر فى الاوهام الباطله فى افكار البشر
----------
لانه مع ان للجسد عينين لرؤية الخليقة ولادراك الخالق بتركيبها المتوافق كل الموافقة ....
( اساءت مفهوم الحرية والاختيار )
وهى كما قدمت اذ ارتضت او اساءت استعمال قواها ادركت ان فى استطاعتها تحريك اعضاء الجسد ايضا فى اتجاه مضاد
ولذلك عوض عن النظر فى الخليقة فانها تحول العين الى الشهوات مظهره ان لها هذا السلطان ايضا ومتوهمه انها بمجرد التحرك ( تحرك اعضائها فى الاتجاه المضاد لله )
تحتفظ بكرامتها ولا تركتب ايه خطية اذا تصرفت كما تريد وتشتهى غير عالمه انها لم تخلق لمجرد التحرك بل التحرك فى الاتجاه المستقيم ( اتجاه النور - الله- الخير) وهذا هو الذى من اجله يؤكد لنا احد الاقوال الرسولية ان كل الاشياء تحل لى لكن ليس كل الاشياء توافق فقرات1-4-5 فصل 4 رسالة الى الوثنيين الطبعة الاولى القمص مرقس داود